- عبدالقادر صبري
مُذْ رحلتِ
وهذا البحرُ يتَخبّطُ في دُروبِ أحزانكِ
يعتلِي الشُّرفَات المهجورةَ كلَّ مساءْ
ويغرقُ في دمعة
فلماذا؟!
لماذا رحلتِ قبل َأن تُكملَ الأقْمَارُ
دورانَها المُتعَبَ حولَ شفتيكِ الحائِرَتين؟!
في ليالي الغدرِ
كانت عيناكِ مأواهُ..
فكيفَ تسنّى لعينيكِ أن يُغلقا في وجهِ البحرِ أحلامَهُ؟
وكيفَ عبرتِ صمتَ الدُّموع؟
إنَّهُ البحرُ يا صغيرتي.. البحر!
من كان يعشقُ قواربَكِ الورقيةَ
يتبعها
يرتادُ عينيكِ اللازَوردِيّتين
في ليالي التِّيه
يعتلي الشُّرفات
ويقفزُ مزهواً على حِجْركِ
صغيرتي..
كنتِ للبحر ِأمّهُ وأقمارَهُ
كالأطفالِ..
يتبخترُ بينَ ثنايا فساتينِكِ المنسيّةِ
يُخْرِجُ للريحِ لسانهُ ثم يلوذ بكِ
فلماذا؟!
هذا البحرُ من يحميهِ من اختلاط ِالأحزان
سواك؟!
من يهدّئُ أمواجهُ عندَ القهرِ؟!
من يحرسُ أعشاشَهُ الصغيرةَ، من؟!
من يزيحُ الصخورَ عن طريقِهِ؟!
ما عاد للبحرِ من مناراتٍ سواكِ
ما عاد يعرفُ حتى ضوءَ القمرْ
تكذبُ البُوصلات عليه
وتعبثُ بابتسامته السفنُ.
صغيرتي..
رُدِّي للبحر ألوانَهُ القُزحيّةَ
بلِّلي أحزانَهُ بصوتِكِ المعذّبِ
لُفِّي شاطِئَيه بأهدابِكِ
وانهمري في الفَلواتِ
عودي للبحرِ على عَجَلٍ
فالبحرُ تناثَرَ في الطرقات
فالبحرُ تناثرَ في الطرقاتْ.
…