- عبدالرحمن بجاش
من بعد انتهاء مباراة ايطاليا وتركيا ضمن بطولة أوروبا 2021 والتي كان موعدها 2020 وتأخرت بسبب كورونا، ونبضات قلبي تنبض انتظارا للمباريات التالية ….
حفل الافتتاح كان بحجم البطولة ، بحجم دول وصلت إلى الذروة في تطورها ، وكرة القدم انعكاس للتطور في كل مناحي الحياة…
بالطبع نحن لا نسأل أنفسنا: كيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه؟
نحن مشغولين بأننا أفضل منهم فقط لاننا مسلمين وسندخل الجنة وهم سيمنعون في البوابة!!!..
عندما اعيد بناء منتخب ألمانيا من جديد ذاك الذي سحق البرازيل 7\1 اعتمدوا للدوري المدرسي ملياريورو…ليخرج لهم مارأيتموه ولايزال !!!
ألمانيا الديمقراطية كانت متفوقة على الدوام في الكرة الطائرة ، وللحفاظ على تفوقها كان خبراء اللعبة يذهبون إلى المدارس يلاحقون الموهوبين في اللعبة، يضمونهم إلى معسكرات تخصص لرعايتهم ، وهكذا حافظوا على تفوقهم …
لو سألت عن تفاصيل مقر النادي الملكي ” ريال مدريد” فستكتشف أنه يساوي كل ملاعب وأندية بلادك وأعضاء إتحاد كرة القدم اليمني!!! وستكتشف أن رونالدو البرتغالي اللاعب السابق للنادي الملكي ولاعب يوفنتوس الإيطالي حاليا أهدى منطقته في البرتغال ملعبا بل ناديا متكاملا يساوي أجذع ملعب ونادي عربي، أما يمنيا فقد حرمت الرياضة في المدارس وإذا أردت الدليل فاذهب فانظر إلى الساحات التي عكمت بالفصول الجديدة كحق أريد به باطل ، والمجد لأصحاب اللحى من كل نوع!!!!!
كما ألغيت حصص الموسيقى والرسم ، هذا فقط لكي يدخلوا الجنة …!!!!
كرة القدم ساحرة معشوقة الملايين المولهين بها والذائبين في دباديب أقدام تتناقلها كماتتحرك أنامل عازف البيانو…
أوروبا كانت ولاتزال متخمة باللاعبين الكبار شرقها وغربها من دي استفانو إلى بوشكاش إلى كرويف أمير الكرة وإمبراطورها بيكنباور إلى رومينيجة الذي كان بمثابة علامة المرسيدس …إلى باولوروسي وزيدان وكم ستعد….
التنافس التقليدي بينها وأمريكا اللاتينية التي ضخت إلى العالم لاعبين كبارا …قل بيليه اسطورة الملاعب قل مارادونا ..قل سقراط ورونالدو وزيكو وريفيلينو ووووو كم ستعد …
كرة القدم توحد العالم وتابع كأس العالم وانظر كم عدد من يتابعون ، والفيفا أعظم من الأمم المتحدة ، الأمم المتحدة تدير حروبا ونزاعات والفيفا يقود التنافس الأشرف من بين أنشطة الإنسان، عالم تسوده المحبة ويتسيده شعار” نصر بجدارة الهزيمة بشرف ” ، بينما حروب الأمم المتحدة شعارها الدم والمؤامرات !!!
يتابع العالم بطولة أوروبا لكرة القدم بشغف لا حدود له ، ونحن نتابعها بانبهار، رغم التشفير .. القرار الذي أتخذته الفيفا وحرم ملايين الفقراء من المتابعة الذين يعرفون كيف يتحايلون على التشفير!!!
بينما العالم يتابع ، نحن نتابع مباراتنا الخاصة بنا والتي ملها الجمهور، لا ندري متى تعلن صفارة الحكم انتهاء أشواطها…
لله الأمر من قبل ومن بعد.