- سمير القاسمي
الحزن اسوء أنواع المشاعر ، اليوم كل مشاعري غارقة بالحزن ، مشاعري الرياضية ايضاً مقتولة بالحزن الذي قطع قلبي إلى جزئيات لا ترى بالعين المجردة!
كرة القدم رسالتنا الوحيدة التي نستطيع أن نظهر فيها للعالم ، لكنها مدمرة محطمة تعيش في زاوية تسكنها عجوز مرمية بوسط جزيرة مهجورة لاتقوى على الحركة!
كرتنا يتحكم فيها مس شيطان رجيم، خلال السنوات الماضية لم نستطيع أن نخرج هذا المس رغم الدعاء والابتهالات وتلاوة القرآن!
حزين إلى حد الوجع في جسدي، حزين إلى دائرة لا أستطيع الانفكاك منه هذه الليلة وكل الليالي التي يعيش المس الشيطاني في جسد كرة القدم اليمنية!
حزين على ذهاب مشاعرنا وشغفنا نحو منتخبات عالمية نشجعها هروبا من واقعنا المؤلم ، هروبا من مس شيطاني جعلنا نحتسي مرارة الخذلان والانكسار !
أخبرتكم في مقال سابق أني مع اللاعبين حتى لو خسر منتخبنا بالعشرة ، معهم دائما لانهم مظلومين مثلنا ، بداخلهم حزن عميق وجرح ينزف كلما لعبوا تحت شعار الوطن وبزي المنتخب !
أعرف أن حروفي مبعثرة وكلماتي مشتتة ، كل افكاري في وادي مختلف عن ما أرغب في الحديث عنه، هزيمة ليست الاولى ولن تكون الاخيرة ، لكن بسبب المس الشيطاني منتخبنا الوطني لا لون ولا طعم ولا رائحة!
وبعد كل مباراة لمنتخبنا أشعر بنفس الشعور الذي لو كان لي سلطة على إتحاد القدم أضع أعضائه خلف القضبان وقدمتهم إلى محكمة مستعجلة تحت تهمة خيانة الوطن !
حزين لان كرتنا معطوبة أفسدها المس الشيطاني ، ووضعها في ثلاجة غير موصلة بالكهرباء ، ولإن الاخرين لديهم كرة صالحة للمتعة واللعب يقبلون الخسارة بعد اداء رافع رؤوسهم حتى عنان السماء!
أحسدهم على منتخباتهم وعلى كرتهم التي تتحرك بشغف وتقف بدقة ساعة سويسرية في الملاعب العربية ، أحسدهم على نظافة كراتهم من أي مس شيطاني!
مرة أخرى شكرا للاعبين الذين حاولوا بجهدهم وبكفاحهم ، خسارة مؤلمة كالعادة لكن ما على اللاعبين أي ملامة أو عتب ، شكرا لكم ايها الابطال واللعنة على المس الشيطاني!