- د. صادق القاضي
إلهي..
سألتك قلباً يطيق النفاذ الى عالمٍ من ألقْ
هنا اشتبه الليــل بالضوء ، والشوك بالورد ،
وانحســرت في الضجيج اللحـــونِ
وفــاض الـــدخان وغـاض العبق
إلهـي
سألتك فيضاً من الــــروحِ
في عالمٍ فيه نبض الحياة اختنق
سألتك رشداً بحجم الظنـــونِ
ونوراً بهياً بطــول النــفقْ
سألتك وجهاً لهـــذا التماهي
ومعنى لهـــذا الهــــراء
وطباً لهـــذا الــوبـــاء
وصبحاً لهـــذا الشَّفـــق
..
إلهي
تعــالت أيـــــــاديك
أنـــــــت الغــــنيُّ
ونحن الـورى في حدود الرّمقْ
تســــــامت معـــانيك
أنــــت الحكيـــــــمُ
ونحـن الأسى والهوى والنـّزقْ
ونحـن الخطايا ورجس النـوايا
وخلقٌ يسيء إلى من خـــَلَقْ
ومن نحن حتى تَصُدَّ الـرجاءَ!
وتتركنا في شفــــاه الغـرقْ
..
إلهي
الصخــور أنانيةٌ
والأزقةُ مــوحلةٌ
والمساءُ بثورٌ شواظية في الحَدَقْ
والهوى طعنةٌ في قلوب المُحّبين
والعمر يذوي كسيحاً على أعين من أَرَقْ
إلهي
أعوذ بوجهك من أن أسافر في جوف أفعى
ومن رحلةٍ في عروق القلقْ
أعوذ بوجهك من ظلمة الدربِ
من وحشة الذنبِ
من وهْمِ هذا الجمال الذي غلَّف القبحَ
من أنفسٍ رسبت كالجليدِ
ومن أوجهٍ قُنّعت بالملَقْ
إلهى
السماء ضبابيةٌ
والمحدِّث أعمى
والصحائف أشرعةٌ من ورقْ
والمعارجُ زائفةٌ كالخُطى
والرزانة حائلةٌ كالخرَقْ
وآلهة الزَّيف تعترض العابرين إليك
إلهي ..
أعوذ بنور الحقيقة من تُرَّهات الفَلقْ
ومن حَوَلٍ في عيون الصلاة
ومن وثنٍ في كهوف الفَرَقْ
أعوذ بوجهك من لُجَّةِ الغير جدوى
ومن طرقٍ لا تؤدي
ومن غسقٍ مُدمنٍ للغسقْ.
…