الشاب محمد عثمان دجيرة ، طالب يمني يدرس بـ حيدر أباد الهندية ، محمد لم يجد طريقاً آخر للنجاة بروحه من خيبة الفقر والإقامة سوى الموت ، إنتحر بعد آلاف المحاولات والترجيات والمراسات والاستغاثات ، لم يجبه أحد ، لم يهتم به أحد ، لا أحد لا أحد يا متاهات الضياع بأصقاع البلاد البعيدة .. محمد ترجى القنصل اليمني والسفارة اليمنية في الهند لمساعدته وحل مشكلته ، تضرع لهم وراسلهم وبكى في لياليه بينما يتخيل رجال الشرطة والإعتقال والسجون والقائمة السوداء ، قال في إحدى رسائله للقنصل اليمني الحقير .. أهلي باعوا ما يملكون ، إلتحفوا أحلامهم وإشتروا فقرهم كي اتعلم هنا ، أنا أملهم الوحيد يا سيدي ، أنا مستقبل أختي واخوتي ، أختي التي ترسل اليّ دائمة رسالة تقول فيها أحبك يا أخي البعيد .. لا تتركوني يا سيدي السفير ، أرجوك يا سعادة القنصل العظيم ، أرجوكم يا سفارتنا هنا أنقذوني ، يريدون إعتقالي وإعادتي للوطن ، كيف أعود خائباً ، لا لن أعود وأخيب أبي ، الرجل الذي يتحدث للجميع عن نجله الدكتور في الهند ، كيف أجرؤ ؟! كيف ألتقي دموع أمي ، المرأة التي تبكي من سعادتها عليّ ، كيف اجرؤ ؟!
أرجوكم ساعدوني ؟!
هل ستساعدوني ؟!
لم يجبه أحد ، لم يهتم به أحد ، لم يعد هناك أي متسع من الزمن ، لن أعود إليك يا امي خائبا !!
إنتحر محمد..
مات محمد وبقيت رسائله شاهدة على دنائة الوضعاء في متاهات البلاد البعيدة ، السفراء والسفهاء ، عليكم لعنتي يا شرعية الأنذال ، هادي ومن معه ، عليكم لعنتي للأبد.
ستبقى رسائل إستجداء محمد وصمة عار في جبين هادي ونظام هادي.
- كما ورد