- مصطفى ناجي
اطلعتُ على تقرير قبل فترة مفاده ان من بين كل ثلاثة سوريين وصلوا الى فرنسا هناك واحد منهم التحق بالدراسات العليا. اتوقع ان المقصود هو بين البالغين بالطبع.
الفضل في ذلك يعود الى جانب المستوى التعليمي للاجئين للسوريين وحرصهم على التكوين العلمي العالي هو ان اوروبا خصصت صندوقا لتمويل دراسات السوريين العليا. سنكون امام نخبة قادرة على العمل والحصول على افضل الوظائف داخل اوروبا وقادرة على الاندماج والنفع والانتفاع وستتغير اوضاعها في الداخل الاوروبي.
في المجتمع الحديث، المدخل العملي والمبكر للمكانة الاجتماعية والمهنية يبدأ بالتعليم.
هذه الدياسبورا هي استثمار تنموي واعد لسوريا المستقبل. لو عاد منهم عشرهم بعد عشر سنوات بعد ان تتوقف الحرب ستنتفع بهم سوريا لانهم سيكملون الفراغ الحاصل بسبب الحرب.
في اليمن وبعد حرب الجمهورية مع الملكية استعنا بكوادر عربية لتسيير الادارة العامة والتعليم في اليمن. هل سنفعل الان نفس الشي فيما لو توقفت الحرب بعد خمس او عشر سنوات؟
يمكن مساعدة اليمنيين بشكل اخر من خلال دعم الدياسبورا اليمنية المشتتة بين بلدان عديدة وتعاني الامرين خصوصا في بلدان لا تضمن للاجئين حقوقا معقولة.
يمكن عبر الامم المتحدة تخصيص صندوق لدعم اللاجئين لالتحاقهم بالتعليم العالي مع محفزات للالتحاق في مجالات ستكون الاحتياج المستقبلي في اليمن. على ان يكون الصندوق من المبالغ التي تجلب لليمن وتذهب احيانا في غير مصارفها او تشكل دعماً للحرب والمجهود الحربي.
المشكلة التي لا نراها اليوم هي ان اليمن يعاني من تسرب ادمغة. فقدت الجامعات مئات الدكاترة بسبب الامراض والاوبئة. كانت جامعة عدن قد اعلنت قبل شهور عن وفاة ما يزيد عن اربعين دكتور جامعي. عدد المتوفيين من بين كبار الدكاترة في جامعة صنعاء يفوق هذا العدد. هذا الرقم كبير جدا في بلاد كاليمن.
الاطباء هجروا البلاد بحثا عن فرص حياة مناسبة في دول الخليج وغيرها. والمؤهلون في مجالات اخرى تلقفتهم المنظمات الدولية والشركات العابرة للاوطان.
معالجة هجرة الادمغة هذه يمكن التنبوء بها ومعالجتها من الان.
ومن خلال هذه السطور ادعو الى تشكيل صندوق اممي يحفز الشباب اليمني الذي خرج من البلد بسبب الحرب الى التاهيل العالي وضمان مقاعد دراسية في جامعات جادة.