- ماجد المذحجي
منذ أفلتت الحرب
صارت الأشياء ناقصة
ولم يعد هناك ما نُردد له الأناشيد بحماس؛
واليمن التي كانت أكثر من خارطة
أصبحت أقل من بلد
قطعة حزينة في قلوب الأولاد
ولاجئ يحمل صرته في مطارات مقفله
وفقدان يُدحرجه الشهداء معهم إلى القبور ..
لم نعد نتذكر أكثر مِن ذلك
فـ المدن التي كانت تغوص في السحر صارت تصحو في الدخان
والبيوت التي كان البخور يفتح نوافذها
أصبحت جروحاً وسرداق عزاء
وليس من طريق في الظل الحميم لـ البيوت
حيث النكهة الحميمة لكل شيء قديم
بل دروب مسدودة بالدم ووجوه الموتى!
نعم كانت لنا بلاد
وسارية نقف لها في الصباحات الندية ونغني
لكنها أصبحت غصة في الحلق
وجرحاً ينزف إلى البحر
وشيئاً غامضاً في الذكريات
وعلم لم يعد يخص أحد.