- عبدالرحمن بجاش
لمحته ، هناك في تقاطع الشارع الصاعد إلى بيت بوس القديمة مع الشارع الذاهب إلى أرتل مارا بجانب أشهر تبة في صنعاء !!!! يملكها واحد لوحده !!!!
أفتقدته من أشهر عدة ، هو زميلي من أيام مدرسة الكويت في تعز، من بيت زبارة ..لن أذكر إسمه لأني لم استأذنه …
أقبل إلي وبالأحضان ، لنا سنين طويلة لم نلتقي :
أين أنت ؟
أنا نازح هنا من خمس سنين …وسألت عنك الروضي كثيرا …
سلام وكلام وتذكر لتلك الأيام بلحظاتها الجميلة يوم أن كنا نحلم بغد أفضل ، راح هباء منثورا …
فجأة دمعت عيناه ، استغربت : مالك ؟
كنت هناك ، نزلت ودخلت إلى المدينة …، أين ؟ كنت في تعز، وليتني مانزلت ، لكنه الحنين ، قلت : كيف ؟ ، كل شيء مدمر، المدينة معظم مبانيها ، وبيوتنا في الجحملية نهبت ودمرت ، وبيتكم محروق نصفه …
أوجعني قلبي ، تمنيت أنني لم ألمحه ، عاد يسألني : مالك ؟ قلت : لاشيء…عاد يقول : أمشي كل يوم اثنين الى ثلاثة كيلو ، أحاول أن أنسى ما رأيت …الوجوه لم تعد الوجوه ، الأماكن لم تعد الأماكن ، المقهاية لم يعد لها وجود ….ليتني لم أنزل …
صمتنا نحن الاثنين …ذهب …
ألم تكتفي هذه الحرب من دمنا ، من أعمارنا ، من أطفالنا ، من شيوخنا ، مما سرقته من مستقبل أيامنا ؟؟؟
لله الأمر من قبل ومن بعد .