- خليل نعمان
وجئتك من أرخبيل الخيالْ
أجرّ انتمائي لبعض المُحالْ
رجعتُ بعمري كشيخٍ كبير
فنصفي زكام ونصفي سُعالْ
لماذا رجعت ?
أتبكونني?
أتبكون شيخا قليل المنالْ
هناك هناك ولا غيرها
تشيخ الليالي وكل الجبالْ
أكلِّمكم عن رؤى أجنبي
يكلّم أصحابه بانْفعالْ
يقول البلاد وسكّانها
حضيرة موتٍ رواها القتالْ
رأيتُ الجنوب وأطفالهم
يلوكون أسنانهم للزوالْ
هرعتُ إلى نسوة في الجوار
وصحتُ بصوتيَ أين الرجالْ ?
فعمّ السكوت على بقعتي
ولكنّ في الدمعِ شيء يُقالْ !!
كظمتُ فضولي الذي لا أطيق
ورحتُ لأحمل ذات السؤالْ
سألت الشوارع عمّا يدور
وما للشوارعِ بعض الخصالْ
سألت أخيراً وفي باطني
أردّدُ يكفي سؤال الرمالْ
ولكنّه البحر من قال لي
أتبحث عنّي ? إليَّ تعالْ!
تردّدت في السير لكنّما
وددت الجواب وما من مجالْ
بدأتُ الكلام بحق المسيح
أتخبرني من يثير الجدالْ?
فقال المدينة مجهولة
وفيها الحقيقة خيط اشْتعالْ
هنا كم تصابوا على ساحلي
وكم كنتُ أغمرهم بالجمالْ
إلى أن أتتنا ضباعٌ لها
(زِنانٌ) ومنبعهم في الشمالْ
أتسمعُ موجي الكبير الذي
يصيحُ انْفصال انْفصال انْفصالْ
تركتُ الجنوب ومأساته
ورحتُ الشمال أجوب التلالْ
وفيها الجهالة ما تستقي
وفكر العقول هزيل الهِزالْ!!
تحدثتُ جدّاً مع خيرهم
ولا خير فيهمُ إلّا النعالْ
ذكرت الجنوب بمجلسهم
بمأساتها بالهموم الثِّقالْ
فقام الجميع وقد اجمعوا
فم البندقيّة فصل النزالْ
ضحكتُ كثيراً وبي من أسىً
يفوق الخيال بألفِ احْتمالْ
وكل المدينة دخّانها
من القصف منْ آلِ آلٍ وآلْ!
رأيت الحقيقة من قعرها
تُلخّصها نافثات الحبالْ
رأيتُ الجهالة كم تعتني
بآلِ النبيّ وآل (العِقالْ)
أتبكون شيخاً أيا صحبتي
بعمر الزهور ومهد الكمالْ?!!
هناك هناك ولا غيرها
تشيخ الليالي وبأس الجبالْ