- عبدالحكيم الفقيه
فتحنا التلفاز وشاهدنا الشعب يهب في مظاهرات واحتجاجات سلمية للمطالبة بتصحيح السجل الانتخابي واطلاق سراح قادة المعارضة وتحديد موعد مبكر للانتخابات والاهم من ذلك قطع الطريق على التمرد العسكري الذي سيدخل المجرة في نفق أسود لا نهاية له. كانت المجرات المجاورة تراقب عن كثب وبعضها يدعم الحكومة وبعضها يدعم التمرد العسكري وبعض الناشطين فيها يدعمون الشعب.
اعلن البرلمان انحيازه للشعب واعلن الجيش الحياد واصدر الرئيس المغضوب عليه قرارا بإقالة الحكومة وتحويلها لحكومة تصريف أعمال
الكواكب الأربعة اعلنت التوحد بدعم من مجرة مجاورة معادية وتم السماح لطيرانها الانطلاق من مطاراتها لقصف العاصمة
الحرب خدمت الرئيس وقطعت الطريق على الشعب الذي عاد لبياته في منزله بعد افراغ الساحات تجنبا للقصف. اليد وعقربة والولدان وأنا غادرنا لقرية اليد في ريف احدى كواكب وسط المجرة
كل شيء جميل ونقي في ذلك الريف ولا توجد كهرباء ولا تلفاز او اذاعة ما عدا عقربة وموبايلها الذي كانت تشحنه عبر توليد طاقة من الهواء. الحرب على منوالها ولا يوجد تقدم وظلينا نتجول في الريف وفجأة رن هاتف عقربة فردت عقربة بفرح وتكلمنا جميعا مع سراج الكون الذي قال زواجه الاسبوع القادم.جهزنا أمورنا من تذاكر وملابس ومعدات وصنعت لنا عقربة بساطا واسعا واعطتنا اليد كبسولات وانطلقنا الخمسة وكان نحدق من أعالي الآفاق صوب الكواكب والبحار والمجرات وحتى وصلنا قلب مجرة النجمة الحمراء التي تعافت من الحرب وصارت تتطلع للسلام الاهلي والداخلي وتفشي الحكمة واختفاء المغامرة والتطرف والنزق وحدثت اصلاحات عميقة وشاملة
وحين وصلنا هبطنا الى حديقة ولم ندخل دخولا رسميا وكوني لدي هوية النجمة استطعنا نتجاوز التساؤلات. هاتفنا سراج الكون فارسل لنا حافلة تقودها فتاة ترتدي بدلة اتحاد الشباب وأوصلتنا لفيلا على رابية يقطنها سراج الكون
صافحناه وكان ينحني بتواضع وعرفنا واحدا واحدا واحتضن اخويه بعناق حار وصافح عقربة واليد وصعدنا درج الفيلا وكان قد أفرغ لنا خمس غرف كل غرفة مزودة بمعدات تكنولوجيا من تلفاز وانترنت ومذياع وفي الصالة مكثنا معه تلك الليلة حيث مضغنا القات وغنينا وتبادلنا الاحاديث وقال بعد غد سيكون العرس في سفينة في البحر بناء على وصية أمي وطلب العروس واعطانا الابيم لصوره وهو يشرح لنا على سفرياته وجولاته ودراسته
نمنا تلك الليلة بعد ارهاق القات والسفر وقمنا في الصباح نشيطين وذهبنا في نزهة ثم عدنا وفي المساء ذهبنا الى السفينة لكننا لا ندري أين أختفت عقربة؟
غدا نواصل?