- نعمان قائد
امام إصراره العنيد على ان يبقى في المشهد السياسي ، ليس من خيار امام الحزب الجمهوري ، للتعامل مع عضوه المشاغب المتمرد ترامب ، بعد ان أحبطت كتلة الحزب في مجلس الشيوخ قرار إدانته ، على خلفية تحريضه لجمع من رعاع أنصاره ، بإقتحام مبنى الكونجرس قبل شهر ، بقصد تعطيل آخر إجراءات نقل السلطة لهازمه ، غير إحالته إلى لجنة تحقيق داخلية ، لتقدير العقوبة التي يستحقها ، بمقدار ما أساء لسمعة الحزب . . . . وهيبة ومكانة البلد أيضا ، خلال فترة رئاسته للدولة .
سيكون من الأفضل لقيادة الحزب ، الإيعاز للجنة الضبطية بمماطلة جلسات إستجوابه ، حتى يطفش ، والمرجح أنه سيندفع كنزق ليعلن إنشقاقه ، فيجري التخلص منه تنظيميا دون تبعات ، فبخروجه الذاتي سوف يجنب الحزب أية إشكالية سياسية او حزبية متوقعة ، وسيجد المذكور نفسه محاط بقلة قليلة من الرفاق المتضامنين والمتعاطفين معه ، ولن يكون بمقدوره تشكيل حزب ذات ثقل . . . . كما يتوقع ، إذ سيبدو لأعضاء حزبه السابق ، والرأي العام إنهزاميا . . . . بل ومذنبا ، بدليل أنه أنسحب في الوقت الذي لا زال التحقيق معه ساريا ، ولم تقرر اللجنة بعد ، ما إذا كانت قد وجدته مذنبا ام لا ، وسيفشل فيما قد خطط له ، وكان ينوي عمله ، وسيبهت كظاهرة مثيرة للجدل والإهتمام ، وسيبقى وصمة عار في تاريخ الحزب ، ونقطة سوداء في سجل الولايات المتحدة ، بعد ان حط من قدرها امام الخصوم والحلفاء على حد سواء ، فيما تقدم نفسها للعالم ، كراعية للديمقراطية ، وكنموذج أعلى لدولة المؤسسات المهابة !؟