- عبدالحكيم الفقيه
مكثت كم أيام في المتحف وكنت أجرب الجديلة فلم تظهر الآنسة عقربة وأجرب الكبسولات فلم تظهر اليد قال لي حارس المتحف الذي يقرأ الأفكار أما في مجرة العقل والعلم لا خزعبلات هنا فهنا لا وجود للخرافة وسرد لي مسيرة سكان المجرة ومجموعة كواكب النجمة الحمراء ونضالاتهم عبر الأزمان وكم ضحوا كثيرا وقال لي أنت قادم من مجرة عفا عليها الزمن وذكرتنا بطفولة مجرتنا حيث الخرافة والأساطير والأوهام.
قلت له كم سأظل هنا؟
قال حتى يبت في أمرك
ومتى تتوقع؟
قال ملفك وتقاريري اليومية سترد عليه الأحوال المدنية غدا
أن تمت الموافقة على توطينك ستشعر بالعدل والسعادة وان لم يعطوك المواطنة سيرسلونك لكوكب يتبع النجمة الحمراء لتدريبك على نسيان الاقطاع والرأسمالية وسيعلمونك أبجديات العقلنة والعلم.
جلست تلك الليلة أتأمل وحزنت على عقربة واليد وتذكرت شريط الأحداث وفجأة تم فتح المتحف ونادوني خذ هذه التذكرة وتصريح دخول كوكب الصقور. وامروا سائق حافلة يحملني للمطار. وصلت المطار وصعدت طائرة ضخمة وبها كائنات عديدة وبسرعة طارت ووصلنا كوكب الصقور بسرعة الخيال.
سلمتهم التصريح فأرسلوني لسكن المتدربين على المواطنة.
كان البرنامج مكثفا صباحا ومساء في دروس عملية ونظرية وكانت الصقور قوية تدير الكوكب باقتدار وكان لهم قائد تاريخي له عقود من الزمن يحكم ويطيل في خطاباته لكنها قيمة ومفيدة. كنت اتابع التلفاز وفي ايام العطل اذهب للبحر وضوء النجمة الحمراء ناعم ودافئ وامكث على صخرة في الساحل أحدق لموج البحر والاشعة المرسومة على الأمواج. وعندما انهمرت من عيني دمعتان صعدت حورية من البحر وأخذتني صوب البعيد.
عادت بي الى الساحل وقالت سلم هذا التقرير الصقر الذي سيدرسك اليوم
سلمته فقال مازلت متعلقا بخصال الاقطاع وأوهام البورجوازية الصغيرة وبعد تجاوزك للاختبارات ستكون جديرا بنعيم النجمة الحمراء والعيش في أحدى كواكبها.
ظليت تلك الليلة أفكر في الحورية وفي عقربة وفي النجمة الحمراء. وغلبني النوم
كانوا يعطوني رباطا بلاستيكيا أربط به رأسي عندما أنام ولم أدر أن ذلك الرباط يحتوي على كاميرات استشعارية تسجل احلامي لمركز ابحاث المواطنة وعندما قابلني مدير المركز قال لي كونك الكائن الغريب الأول الذي يدخل مجرتنا فقد مدتنا أحلامك بمادة خصبة حيث نجري أبحاث فلكية على الكائنات التي تدخل في أحلامك واحتلت عقربة واليد المركزين الأول والثاني واستطعنا سبر أغوار عاطفتك وخيالك ثم أعطاني ملفا وقنينة وقال عد لمرقدك وغدا ستكون في كوكب آخر لإكمال اختبارات مواطنة النجمة الحمراء
وتذكر أنك وصلت بخيالك ستكتشف في مجرتنا ما يعجز الخيال عن تخيله.
شربت القنينة ودخنت سجائرا وحاولت أجبر نفسي على عدم الخروج من غرفتي وتسليت بمشاهدة نشرة الأخبار لكني القنينة قد أثقلت رأسي فدخلت في نوم لا أعمق منه.
غدا نواصل?