- محمد الشرجبي
هذا انيشتاين اللعين منعني من الحياة بشكل صحيح، ومنعني من الحب آيضًا، يتحكم بحياتي وكأنها له دون حياء، ليتني لم أعرفه، ليت الرب لم يخلقه أصلًا، لأني لولاه لكنت سعيدًا اليوم ولاستطعت أن أعيش بشكل مرضي و قدير، ليتني أصرخ الأن فيقولون عني “صرخت” ولست أقهقه، ليتني أبكي فيقولون عني بكّاًء أو أحب مثلًا فأكون عاشقًا مغرمًا وكفى، اليوم بسببه يمر علي عيد الحب الرابع والعشرون دون أن يتذكرني أحدًا أو دون أن أتذكر أحدًا، يمر هكذا كأي يوم عادي ممل بائس، إنها لعنة الألهة، وكل ذاك ما كان ليكون لولا اينشتاين الخبيث، الذي “أن أحب” بيده “وأن أكره” بيده، الإنسان ضعيف حيث أن الرب لم يصنع ما صنعه اينشتاين بي، لم أستطع ياسيرين أن أحب حتى اليوم وأنا أكاد أن أشيخ، وكيف لرجل أن يشيخ قبل أن يحب وكيف له أن يحب وهو ما برح أن صنع شيئاً لا يعرف ماهيته وأصله وفصله، الحب نسبي ياسيرين وأنا رجل نسبي حد الهرم، رجل لا يصنع شيئاً لا يعرفه، ولا أعرف الحب ياحبيبتي ولا أفقهه ويخيفني وأخيفه وأمقته أيضًا، سوى أنني لدي تعريف صغير له؛ الحب أناني ومصلحجي ياسيرين ولا عجب، فيوم إن كنت صغيرًا سألوني لمَ تحب؟ وألحوا علي جوابًا، فعرفت حينها أنه يجب علي أن أجيب يوم لا جواب لدي، وعرفت أن الحب أناني، جبان أن يأتي بمفرده، بل هو هزيل لا يقوى لأن يكون وحيدًا بل يقترن “بسبب” سألوني الناس لم تحب؟ فقلت “لأن” وهنا كانت العقدة، أحب لأنه و لأنه ولأنه.
اليوم لست كما كنت صغيرًا، لست كيوم أن كنت أحب “هكذا وخلاص دون سبب” اليوم سبب واحد لا يكفِ لأن أحب أحتاج لألف سبب ولا أحب آيضًا، ليتني لم أتعلم هذا ياسيرين وظللت أحب دون سبب، ليتني ظللت أحب ولم أعرف اينشينتاين أو كلمة لأن.