- كتب: محمد هائل السامعي
لمن يردد :”كنا في وضع أفضل” ،اي وضعنا ما قبل الثورة ، لماذا لا يتسأل هؤلاء : من ذهاب الرئيس اليمني الراحل في وضع المُسكنات، بعد أيام من خروج الشباب بثورة الحادي عشر من فبراير، في منح كم ألف من الوظائف المدنية للشباب الخريجين والعاطلين عن العمل؟
هذا الاعتراف من قبل النظام الحاكم نفسه،كان دليل،على تردي الوضع المعيشي ، وعلى ما قترفته منظومة الحكم الفاسدة بحق الشعب ،فالجهل والفقر بلغ ذروته، والفساد تجذر ،وغابت العدالة الاجتماعية، والنظام السياسي كان يعيش أزمة خانقة،والثورة لم تكن أزمة كما يسميها البعض بل كانت ضرورة لتخليص اليمن مما كانت تعيشه، واستمرارها ضروري لمانعيشه اليوم ،وبرغم الإرادة التي توفرت حينها بقصد التغيير ،غاب الوعي الإداري لهذا الحدث الثوري التاريخي ،الذي بدوره سينقل اليمن من وضع سيء إلى وضع يليق بتطلعات أبناء شعبه في العيش الكريم في ظل دولة للشعب عادلة بمواطنة متساوية وحرية كاملة .
الثورة كانت ضرورة ،ولم تأتي لتخلق فوضى، بقدر ماهي تعبير لغضب شعب ، نُكب،بعصابة مُغتصبة للدولة مهيمنة على القرار ،تعمل كسلطة ناهبه للثروة،والمرحلة التي نعيشها، علينا القبول بها بكل تشوهاتها ومآسيها ،فاليمن حاليا ماتزال في فترة مخاض عسير ،وعلى شباب فبراير ،تخليصها من هذا التعسر ،لتنجب لنا مستقبل أجمل.
خرجنا بثورة لدينا اهداف ,لدينا حقوق ومطالب مشروعة ,و عن نفسي خرجت لكي احصل على حقي في التعليم المجاني ،لكي اضمن وجود فرصة عمل تليق بطموحي بعد تخرجي من الجامعة،ولكي اضمن مستقبل مستقبل افضل للأجيال القادمة ، كان خروجنا بثورة مطالبين بدولة، تحفظ كرامة وحريةوانسانية كل مواطن،دولة مواطنة ،تحفظ امن واستقرار وطن تشارك المجتمع في محاربة التخلف والجهل ،
ولم يكن خروجنا لعبث.
لا نزال نقاوم هذه العصابة ،التي اطاحت بها ثورة فبراير المجيد ،بانقلابها على اهداف ثورتنا ومستقبلنا الواعد بالسلام والوئام والحب والعيش الكريم ،في هذا البلد الجميل ، ولم يكن خروج الشعب في الحادي عشر من فبراير 2011 ،تقليد لثورة تونس ومصر ،ولا من زائد نعمة ،او مواكبة لحدث ،كما يزعم أعداء الثورة،ولكنها ثورة تؤسس ،دولة للشعب عادلة، خرجنا بثورة ،لان نظام الحكم كان يعيش أزمة حقيقية ،ووصل حينها إلى طريق مسدود،وعجز قوى المعارضة،ولا مصير حينها أمام الشباب الا الثورة .
على الشباب ان يعرف ان فبراير اتى ليصنع فجرا جديد يضي للاحرار به الطريق ،وثورتنا لم تنتهي بعد وهي في مرحلة مهمة من تاريخها، مرحلة يجب أن نخوضها ،ضد هيمنة عصابة دمرت كل شيء جميل في هذا البلد ،فالثورة هي التغيير الجذري لنظام سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي اثبت فشله وفساد تخلفه ،كما انها لا تدمر غير أنظمة ديكتاتورية فاسدة ومستبدة فاشلة وغاصبة للسلطة ،قامع ومضطهد للشعب.
من الضروري، اليوم الاستمرار في الثورة ،انتصاراً للسلام وتنفيذ لمخرجات الحوار الوطني الشامل،ورفض اي جماعة أو نظام يريد الاستحواذ على السلطة ،وادارة النظام بنفس الوسائل القديمة الفاسدة والفاشلة، والضغط في استعادة الدولة ،و هزيمة الانقلاب ومحاربة الفساد في سلطة الشرعية ،ويتوجب على شباب الثورة الاستمرار ، في توعية الجماهير ،باهميةالفعل الثوري في تخليص الشعوب، من ديكتاتوريةوظلم وإستبداد هذه العصابات المصنوعة، والمفروضة من قبل دول خارجية، لحتى نتمكن من الانتصار لأهداف الثورة،فلا ثورة بدون وعي ثوري حقيقي ورفض شعبي واسع ،وثورتنا لم تكن ضد شخص بعينه بقدر ماهي ضد منظومة فساد وعصابة ماتزال تنهش موارد البلد وتعبث بمقدراته ،وشعب يفتقر لأبسط حقوقه وكرامته المهدورة.
11فبراير من العام 2011 يوم ميلاد جديد في تاريخ هذا الشعب، كما أدعو رفاقي الثوار ،بالاستمرار ،والتصعيد في محاربة الفساد ورفض الحرب العبثية ،و مواجهة الأبواق الحاقدة ،التي تعمل بتمويل ،في تصوير الثورة على انها سبب دمار البلد ،حين يظللوا في وعي المواطن البسيط، بان من خرجوا الى الساحات أوصلونا الى هذا الوضع الكارثي ،كما أن فساد منظومة كان يتزعمها صالح أثناء فترة حكمه هي من أوصلتنا الى كارثة وشعبنا اليوم يدفع ثمن قبوله بتلك العصابة وسيطرتها على نظام الحكم .