- عبدالحكيم الفقيه
الاستيقاظ من النوم في كوكب السناجب له مذاق خاص. تغسل وجهك بالضوء وتسرح شعرك بالريح وتصغي لموسيقى عذبة من عصافير زائرة تصدح فوق أغصان أشجار مرتبة ومقلمة بإتقان . عاصمة السناجب مدينة رائعة وكبيرة مليئة بأشجار الزينة تقبع في سفح سلسلة جبال ولا تبعد كثيرا عن البحر الذي تكسوه أتربة غبار النجوم. والسماء تمطر على شوارع المدينة والبيوت مطلية بالأبيض عدا البنايات الحكومية بلون سماوي وفي قلب المدينة مجمع الأمم المتحدة لمجرة المنجل والسير يتم بنظام دقيق والسناجب تتقن ادارة بلدها وتوجد على جدران الشوارع صورا لشهداء حرب التحرير بعد احتلال دام قرونا من قبل فئران المجرة لبلد السناجب المفعم بمواد خام الصناعات الكونية. أخذت وسيلة مواصلات لبوابة المدينة الأممية. والمشوار الأول مجاني حسب قانون السناجب .نزلت ولا يتم دخول المدينة الا بالبصمة. لم يقبل الجهاز بصمتي قال لي حارس البوابة من تريد قلت له الآنسة أمينة عام الأمم. أبتسم وقال قف جانبا ولا تتحرك ألتقط لي بعينيه صورة وتسرب من جبينه دخان الى اعلى طابق ومن ثم عاد خيط دخان لجبينه وخرجت ورقة من اذنه قرأها وقال لي تفضل. دخلت المدينة وبعد ثالث خطوة في الفناء طرت بسرعة الى غرفة الآنسة عقربة. رحبت بي وقالت كنت زعلانة منك لأنك أضعتني فجأة قلت لها لخبطت في عدد الكبسولات قالت كن حريصا من الآن فمهماتي كبيرة وصرت الأمين العام للأمم المتحدة والقلق ينتابني كوني أعبر عن قلقي عن كل اضبارة تصلني وكما ترى مكتبي صار كبيرا وصرت مسؤولة على كل أمور المجرة وكواكبها.
بثت من عينيها شعاعا فانفتح بابا وغرفة في الجدار وقالت ادخل وأقرأ وتسلى بالتلفزيون وحين انتهي من هذه الملفات سأكون عندك دخلت الغرفة وانسد الباب لكنني وجدت صحفا وكتبا وتلفازا ووجدت قنينة كبيرة مليئة بسائل تعلوه فقاعات. جلست فانفتح التلفاز تلقائيا وانسكب كأس من القنينة وجاءت الصحف من نفسها لطاولتي. انذهلت حينما وقفت بالشرفة من جمال المشهد وتعجز اللغة عن توفير مفردات الجمال لوصف المشهد.
أكملت عقربة عملها وقالت هيا نطير للبرج . أمسكت بيدي وطرنا. يبدو انه أعلى برج في المجرة ثم ذهبنا لمكان كبير خاص بالجن. كان لديهم مقيل الكتروني. كل واحد معه متكأ وحنفية ماء وكل واحد لدية حفرة في ركبته لإطفاء السجائر وأفواههم في رؤوسهم يضعون القات في فمهم الذي هو كبودي الطاحون ثم يمسكون باذانهم ويديرونها كالهندل فيخلط فمهم القات وفوق كل واحد شاشة على الجدار تصور كل ما يدور في باله وتفكيره. جلست قبالة الأمين العام وكانت شاشتها تعرض مواضيع متعددة وسريعة لم أستوعب. انا حاولت أركز وأفكر وأضبط تفكيري كي لا يقرأوا في شاشتي خباياي. أصدرت لي تكليف للذهاب لكوكب الدببة لحل النزاع كموفد أممي وشاهدت خبر تكليفي في التلفاز وقررت اختيار المرافقين والاستعداد للانطلاق غدا.
غدا نواصل?