- فارس العليي
- إلى صديقي الأعز جلال حنداد
في الخارج ثمة نقطة تفتيش ستنساها لحظة وطنية
نقطة بحجم محيط الآن
لكننا سنتذكر فينا شكل شغفنا بالحرية
في الخارج ثمة كلاشنكوف موجه افتراضيا لجمجمة ما
في الداخل قرفصاء أحزان وجائعين واطفال يلهون بعصابة بطن جائعة
في الباب بين الدخول والخروج خيارين يمسح كلاهما شهامة رب أسرة أمام عجز عظيم
في النافذة التي تفتحها المغلقات تحاول الأغنية دحض اناشيد ومواويل الحرب
حتى ان جنازة تلجلجت الأغنية من فرط مشهدية خطوات تيه تتبع صراخ فراغها
في فناء البيت نشب شجار بين وردة واحمرار افق التبس جمالهما بأذان لم تنهي صلاته خضوع كافر
في الطرقات اللاموصلة،
في متكأ يمانيين بائسين،في فنجان قهوة الصباح،
في وصفة احتياج المطبخ، كان الأغلب بياض مرارة الملح
نحن الآن جروح وتنهدات وما لا يمكننا التفكير به هو الملح
الملح الأبيض الذي لا يشبه العَرق رغم أن كليهما يمنحنا اكثر من نفس الوجع،
إلا أن نشوة أحدهما مزاج آخر اكمل طعام اغداق الجروح
في الخارج ثمة ضوء ندرك ارتداد سراديبه
مجبول أيها الاصطدام
حتى لو ذهبت لعدن أو غادرت إلى القاهرة ثمة جدار في لغتك،
في ذكرياتك،
في طفلة مررت يدها جائعة عدة مرات
في انثى أو رجل،
في فتاة تدللت مرات ومرات بيافوخ المجاعة.
في الداخل لم يعد هناك امرأة تغالط أطفالها ببخار ماء فقد أُطفأت كل النيران سوى لهب المعارك والموت
في الداخل والخارج ثمة موت لئيم و بريء جدا .
في النافذة انفتحت موسيقى موت بطيئ
تتخيل شكل بخوف كيما لا يزعج تفاؤلك جثة هامدة جاءت من المعركة،
أو قصفها طيران التخلف العربي
المهم ثمة خارج انغلق بذكريات دخول ميت
وثمة داخل انفتح بحلم خروج يشعر بيتم فراق وتمزقات وحنين لاحتظان وطن بائس.