- عبدالحكيم الفقيه
عندما أرتطمت بكثبان رملي في هذا الكوكب الأغبر خرجت من الصندوق وسمعت نباح كلاب جلست لبرهة أتأمل ما حولي من جبال وصحارى ويكاد اللون الأغبر يغطي على كل شيء وهذا الكوكب حرارته شديدة ولا ظل فيه ولا ليل فحوله أربع شموس كل شمس في جهة. فجأة وصلت مجموعة كلاب غبراء واقتربت مني . رحبت بي وقال كبيرهم: من حسن حظك أيها الكائن الغريب أنك وصلت هذا الكوكب في اليوم الوطني الكلاب حيث يصادف الذكرى المئوية لدحر الخنازير واعادتها لشمال الكوكب وتم ترسيم الحدود بقوة المناضلين الكلاب. وقال كبيرهم في هذا اليوم اي كائن غريب يمنح الجنسية ويصبح مواطنا من مواطني جنوب كوكب الكلاب وأصروا أن يأخذوني لنيل الجنسية. وقالوا لا تخف توجد كائنات غريبة من الكواكب المجاورة تعمل في القطارات والمطاعم ولكن أنت كائن غريب جدا جدا فوجهك وعيناك وفمك لم يشاهد اي كائن هكذا.
قلت لا أؤيد جنسية الكلاب كوني زائر مؤقت؟ تهامست الكلاب. وقالت : كلب في كوكبنا أفضل من ملك ورئيس في مجراتكم وضحكوا وأنا صامت ثم فجأة أمتلأت السماء بالمفرقعات والطائرات والصواريخ فأقترب كلب مني وقرأت في عينيه عبارة لا تخف لا تخف
أخذوني في باصهم وفتحوا اناشيد كلاب وموسيقى صاخبة وكان اذيالهم تتحرك وعند وصولنا لساحة الاحتفالات أمر رئيس جمهورية الكلاب باحضاري للجلوس جواره من اليسار وكان جواره من اليمين سفير مملكة القطط ورئيس جالية الخنازير
بدأ الحفل بالنشيد الوطني للكلاب
هاو هاو هاو
هو هو
هاو هاو هاو
هو هو
نخخخخ
نخخخخ
هو
هاو هاو
وقف الجميع ثم جلسوا وصفقوا
ثم توالت الكلمات والتصفيق والهتاف وتم عرض القوات المسلحه والأسلحة المتطورة وكانت راية الكلاب خفاقة مرفرفة وفجأة علا النباح والتصفيق وتقدم رئيس الجمهورية لإلقاء كلمته قال فيها :
أيتها الكلاب من شتى الأصول والمنابت
أيها السفراء والضيوف
أيتها الكائنات الغربية والتفت نحوي
اننا في هذا البوم نحي زمر الشهداء ونحي الابطال الذين صنعوا هذا التاريخ الأغر بذكرى دحر الغزو الخنزيري الذي دنس رمالنا وبحارنا ومدننا وبهذي المناسب نمد ايدينا للسلام مع جميع جمهوريات وممالك هذا الكوكب الأغبر
ودرجت العادة أن يلقي رئيس الجمهورية نكتة في ختام كلمته فقال : أن احترامنا لكم ايها المواطنون الكلاب لا نؤخر راتبكم دقيقة واحدة لأنكم ستحرقون الكوكب احتجاجات لأنكم كلاب تعرفون معنى الحريه هناك كائنات في هذا الكون لهم خمس سنوات ورواتبها مقطوعة ولم يحركوا ساكنا فضج الحفل بالضحك ضحكت الكلاب والضيوف وضحكت القوات المسلحه وضحك سفير القطط حتى أشترغ وضحكت انا وظهرت هذه النكتة في الجرائد والقنوات الكلابية وتم انتهاء الحفل وركبت في سيارة الرئيس وبجانبنا السفير القط ورئيس حركة المعارضة في مملكة الخنازير. دخلنا قصر منيف وشامخ وكانت جميع الكلاب نباتية والقط أيضا. انا أبتلعت كبسولة الغداء وهم تغدوا وبعد ذلك ناموا جميعا فجاءت اليد قالت لي بعد ثلاث ساعات الخنازير سيقصفون قصر الكلاب انفذ بجلدك. ضحك كلب نائم وقال عرفت الخبر
سننتقل لمدينة بحرية هل تأتي معنا.؟ جاءني رئيس الكلاب وقال نحن سنرحل لمدينة بحرية لأننا نعرف أن الخنازير ستقصف ودفاعاتنا الجوية ليست في مستوى الجاهزية خذ هذا البساط وارحل ودعوني وجلست على البساط ولم أعرف وجهتي. ارتفع البساط وعبر فوق السحب وقرب النجوم وظل البساط يطير سريعا وأنا اعبر مجرات ومجرات ولا أعرف وجهتي. أشعلت سيجارة فاختفى البساط فسقطت ولست ادري ماذا افعل شربت كبسولةفجاءت اليد وقالت :أمامك ثلاثة خيارات اما تولع سجارة وهي ستدفعك للسقوط في كوكب الأبقار وحذار أن تخبر البقر بنكتة الرواتب لأنها لن تتوقف عن الضحك واذا ضحكت الأبقار سيزداد روثها وتفقد حاسة الشم. الخيار الثاني أن تولع سجارة بالمقلوب وستحلق حيثما يريد خيالك
الخيار الثالث أن تسقط في فوهة الثقب الأوسط وتفقد خاصية الخيال.
أشعلت سيجارة بالمقلوب
فارتفعت عاليا شاهدت فضاء ملون ونجوم رائعة وبهية وكواكب ملونة وعبرت مجرات وفجأة أصطدمت بشيء أفقدني الوعي ولم أصح الا وانا في غرفة انعاش في مستشفى في كوكب تقطنه كائنات تشبه الآلات كان ثلاثة كائنات يمسكون المشرط والمقص ومككمين ثم خدروني وكنت على سرير لم أصح الا وانا في سوق مليء بكائنات وأنا شاهدت نفسي في المرآة وصرت مثلهم. كان الجو جميلا والنسيم عليلا وثمة ثلاث شموس ترسل أشعتها والسماء وردية غير أني كنت قلقا جدا كوني أمتلك آخر كبسولة فقد أفتقد اليد التي كانت تزودني بها وارشاداتها
سألت كائن جواري : أين نحن؟
قال في سوق سجن الفيلة؟ سألته كيف؟
قال في نحن جميعا في سجن سوق الفيلة حيث قبضوا علينا في كوكبهم
قلت له ولكن
حينها دق فيل كبير جرسا فعاد كل لزنزانته.
جلست في زنزانتي وسمعت فيل صغير يحرس يخاطب فيل آخر اليوم يرتبون مهرجانا كبيرا لاعدام جميع السجناء الذين خرجوا اليوم السوق كآخر مباهج في حياتهم
أرتعدت فرائصي وحينها مرت مجموعة أفيال صغيرة جدا لغرف السجناء تضع لنا ارقام علقوا في صدري بطاقة
عليها رقم عشرين وبعد ساعتين نفخ فيل كبير بصور كبير فخرجنا نحن المساجين لفوق باصات حملتنا لميدان المدينة. كان الميدان مزدحما أفيال كبيرة وصغيرة وتركوا مساحة في الوسط حيث سينفذ بنا الاعدام . جاء منفذ الاعدام وهو فيل كبير تحول خرطومه لسيف كبير. شاهدت رقم واحد واثنين وثلاثة وكيف هوى بالسيف على اعناقهم فأغمي علي. رشوني بماء فاستيقظت وهو ينادي رقم تسعة عشر فهوى بخرطومه على عنقه فطار رأسه نادوا رقم عشرين وهو انا فمشيت للساحة مرعوبا انحنى عنقي وفي اللحظة التي سيهوي بخرطومه الحاد دوى انفجار عنيف في جبل جرة ووجدتني مبحشما في غرفتي
غدا نواصل?