- عبدالحكيم الفقيه
بعد عبوري ببراق خيالي بلايين المجرات أسترحت مع خيالي في كوكب صغير كان الأقرب للعبور الفضائي. حين وصلت الكوكب أخذت أتذكر تلك اليد التي كان على راحتها كبسولة والصوت الصادر من حولها حيث قال لي الصوت : ما لغتك الأم؟ قلت العربية؟ هل من لغات أخرى تتحدث بها قلت الإنجليزية وقليل من الفرنسية والهندية
قال لي خذ الكبسولة ازدردها أي صوت سيتترجم للغتك؟
وفي طريقي أخذت كرتين من الضوء
طرحت الكتلة الأولى فانساحت قدامي وكانت رسائل ضوئية أمريكية وجهتها ناسا لسكان الفضاء القريب لمجرة درب التبانة وكان أقصى مدى لها هناك قبل بلايين المجرات التي قد تجاوزها براق خيالي قال فيها الأمريكان : أيها الفضائيون أن وصلتكم رسائلنا وأنتم في مستوانا الحضاري نتوقع ردكم خلال خمسة آلاف سنة. وفتحت الكتلة الثانية كانت رسائل ضوئية روسية قال فيها الروس.: ايها الرفاق الفضائيون نتوقع ردكم خلال اربعة آلاف سنة لنتبادل خبرات الحفاظ على السلم والتسامح وبناء دولة شعب الكون.
المهم سررت كيف تمكنت من قراءتها بفضل الكبسولة. قلت لخيالي هيا وغادرت الكوكب ومن مجرة لأخرى حتى اندهشت حين شاهدت جبلين كبيرين أحدهما ابيض والآخير لا لون له في منطقة لا انجذاب فيها
في لحظة اندهاشي شاهدت يدا وخلفها شبح لا اسمع الا صوته : قلت له ما هذان الجبلان؟
قال لي الجبل الابيض هو آخر مدى وصله دخان المجرات حيث يستقر هنا وامتدت اليد وانتزعت حزمة كروية من الدخان وقال الصوت: هذا دخان سجائرك وما هذا الرباط الذي يلفها قال هذا دخان مدائعك وما هذا الخيط الرفيع ؟ قال دخانك للشيش.
أعادتها اليد لموقعها في الجبل وقلت لها ماذا عن الجبل الثاني : قال هذا ركام الأصوات التي تصدر من المجرات هنا تستقر وانظر كيف تتكوم وتزداد وأختفت اليد. سددت أذناي وتجاوزت الجبلين الكبيرين ثم أقتربت من نجمة وكنت مرتديا لباسا لا يتأثر بالحريق. نزلت على سطح النجمة الغازي وفجأة رن موبايلي وشاهدتني في غرفتي .
أسترحت قليلا في سطح النجمة واثقا من لبسي الذي يمنع الاحتراق وأحسست ببرد قليل وعاد بي التفكير لغلاف الأرض حيث لاحظت كتل مائية علقها خبراء فرنسيون وسيجعلونها عدسات تكثف حرارة الشمس وسيثبتونها فوق اجواء المدن المستهدفة لاحراقها في الحرب العالميه الثالثه وشاهدت اقمار فضائية تشبه صنادق المقاوتة في بيت الكوماني والاعلام مرسومة على الأقمار. وشاهدت طاقم جوجل ايرث وكاميرا الصين التي ستصور كل شيء في الكوكب وشاهدت كيف كان شعاع الشمس يسير ببطء مقارنة بخيالي.
المهم وانا في النجمة أبتلعت كبسولة الطعام وكبسولة الماء وغادرت وعبرت كواكب عديدة ونجوم ومجرات لا تحصى. وحين وصلت لهاوية الثقوب السوداء اوقفتني اليد وصدر منها صوت حياني قلت له هل رحلتي أفقية أم عمودية قال لي أي خط عمودي هو أفقي وأي خط أفقي هو عمودي. قال لي الصوت هناك ثلاثة ثقوب سوداء اياك أن تعبر الثقب الأوسط سألته لماذا؟
ستتعطل فيه خاصية الخيال وستحنب الى ابد الآبدين. مدت لي اليد مستلزمات عبور الثقب البعيد وحين وصلت قرب مداخل الثقوب لم استطع تمييز أيهما الأوسط. وقبل أن أهم في عبور الثقب القريب أذن المؤذن لصلاة العشاء ووجدتني في غرفتي.?
أتجهت صوب الثقب القريب فإذا بعاصفة قوية من حمم ونيران ورياح جرفت كل شيء وأخذتني بعيدا وارتطمت بكواكب ومجرات واذا بي مرميا في قمة جبل بركاني مشتعل جلست أتأمل في جبال ووديان ملونة وقيعان شفافة واذا باليد تأتي لي وتقول لي : خذ هذي الكبسولات لوقت الضرورة وكن يقظا أنت أول كائن يدخل مجرة الجن وهذا الكوكب فيه دهاة الجن وأختفت اليد. في الجبل المقابل ظهرت أشياء عجيبة تحول الجبل لشاشة تنقل المباراة النهائية ديربي الجن فريق الجن المتدين والجن العلماني. كنت اسمع صفير وتصفيق لكني لم أر الا الشاشة والجن فيها . ملعب الجن طويل جدا وكل فريق مائة لاعب والكرة خضراء وانتهت المباراة بخسارة الجن المتدين الذين ركعوا وبكوا بعد صافرة الحكم وارجعوا سبب الهزيمة لظهور الجنيات كاسيات عاريات وطالبوا بمنع الاختلاط وحلق جدائل الجنيات ومنع الأغنيات وفجأة ظهر خبر عاجل على شاشة الجبل : وجود كائن غريب في كوكب الجن. واستعرضوا صواريخ ودبابات ومنافط وفجأة وصل لقمة الجبل جنود جن. سمعت أحدهم يقول انه هناك وأشار نحوي. أنطلق بي خيالي وغصت في البركان وغاصوا. القيت كبسولة فاختفوا واختفى البركان ووقعت على سرير جواره مسبح تسبح به جنية. وشاهدتني وشاهدتها ابتسمت لي وقالت مرحبا بالغريب. قلت لخيالي هيا ننبع ونهرب لكنه أعجبه المشهد فعصاني. قالت لي الجنية يمكنك الهروب فهذا المسبح آخر المسابح لقد أعلنوا عن وجودك وهم يبحثون عنك. ثم تحولت لآدمية كي لا أخاف. قال خيالي هيا فعصيته. سبحت مع الجنية في ماء يغلي ثم جلست على الكرسي وهي مستلقية على السرير وفجأة هبطت طائرة. أخذوني مكبلا وألقوا بي في قفص وحملوني داخل القفص ووضعوني في قلب مدينتهم . وكتبت صحفهم كائن غريب يدخل مجرتنا. كان الأطفال يصوروني وطلبة المدارس وزارني وزير البيئة وجاء باحثون يصوروني وصبايا الجن الجميلات يلتقطن صورا بجواري. وسمعت أحد قادة الجن يقول غدا نقدمه للمحاكمة.
في الليل سكر حراس القفص وتركوا المفتاح على القفل. جاءت الجنية اخرجتني وغطتني بجلباب جني وهربنا. وعندما وصلنا احدى النقاط صوبت من عينيها أشعة حولت النقطة لدخان. قالت لا تخف. نحن الآن في منطقة محايدة ومنطقة الجن الحرة. وهي محمية بقوانين الاتفاق بين مملكة الجن وجمهورية العفاريت.
وقالت والدي رئيس شرطة جن الحدود وأخي يعمل في حراسة حدود جمهورية العفاريت.
طالما أنت في هذه المنطقه لن تصاب بسوء وسردت لي عجائب وتاريخ وأسرار وعندما قالت يمكنك الآن أن تنام وحيدا ويمكنك أن تنام معي فاختر فقلت لها لك الخيرة ضحكت وعندما فتحت ذراعيها لتحضنني ولعت الكهرباء ووجدتني وحيدا في غرفتي.?
أحتضنتني الآنسة الجنية عقربة بنت عردان المحنش ولم أشاركها العناق فقالت أنت تعجبني قلت لماذا؟ قالت : لحمك عرز ما تلخج بسرعة قالت خلاص نم في هذا السرير ونلتقي بعد النوم.
داهمني النوم وهي واقفة وقمت من النوم وهي واقفة. ناديتها ولم ترد. غسلت وجهي في صنبور وهي واقفة. خرجت الى الشرفة وشاهدت مشاهد ارعبتني جبال شامخة وهاويات وتحت الشرفة هاوية سحيقة وعدت وهي واقفة أشعلت سيجارة ففتحت عينيها وقالت دخانك ايقظني. قالت نحن الجن ننام واقفين. وقالت استعد سأعرفك على منطقتنا المحايدة ونزلنا على سلم يتكون من ألف درجة وصلنا لموقف سيارتها صعدت قدام وهي تسوق. كنت مرتديا جلباب جني . قالت سنزور الجامعة والمتحف والبرج. دخلنا الجامعة. عرفتني على كلية النزغة وكلية الفتن وكلية الإغواء وكلية الشيطنة وكلية اللف والدوران وقالت في كل كلية آلاف الاقسام. وبعد مغادرة الجامعة صعدنا البرج وفي قمته مقهى ويوجد قرب كل نافذة ناظور. شربنا عصير وذهبنا نحو النافذة شاهدت بالمنظار كواكب وبلدان ومجرات ثم أمسكت بي وقفزنا من نافذة البرج ووصلنا لداخل سيارتها ثم اتجهنا لمكتبة الجن وفيها عناوين وأجنحة بالملايين بعد أن خرجنا ختموا في جبهتي كي أنسى كل ما قرأته في مكتبتهم وعدنا انا تناولت كبسولة وهي تغدت جمرات وشربت زيت وذهبنا لغرفتها وقالت الآن نخزن قات من بلاد العفاريت جاء جن وجنيات وكل واحد قاته معه وجلسنا ندردش ورقصت الجنيات وغنى فنان جني وفتحوا شاشة أصغوا للاخبار ومع انتشاء القات وكيفت وقلت وحدوه فتطايرت جمرات نحوي وقلت اعوذ بالله من الشيطان فطاروا بسرعة فائقة حتى أن أحدهم لبس جزمتي مع الربشة وسمعت آخر واحد يقول عني : ضيف قليل أدب. عادت الجنية غاضبة لماذا فعلت كل هذي النثرة كيف تستعيذ من الشيطان وأنت في كوكبه. الآن غادر قبل أن يأكلوك. رجعوا لي جزمتي وأحضروا مخمي منفط كبير ووضعوني في صندوق وسحبوا الصندوق مسافة بعيدة وفلتوا ولم أجد نفسي الا في كوكب بعيد جدا جدا جدا داخل الصندوق حيث التقفه كائن له اربعة عيون وفمان ضحك وفتح أسنانه كانت كل سن حوالي ذراع في طولها وعريضة. فتح الصندوق وأمسك بي وقال أوووه وجبة دسمة
شعرت برعب شديد وعندما رد على كائن آخر يناديه أزدردت كبسولة وجاءت اليد قالت اتفل في عين من يعترضك
تفلت في عينه فرمى بي مسافة طويلة ووصلت لكوكب أغبر وسمعت نباح كلاب وفجأة دوى صوت رصاص قرب صالة الأفراح فوجدت نفسي في غرفتي.
غدا نواصل?