- كتب: وليد التركي
لم يكن عبدالله قاسم سعيد يعلم أن حياته ستنقلب رأسا على عقب عند بلوغ ابنه سعيد سن التسعة أشهر بعد رؤيته يعاني حالة تمزق في الجلد وبزوغ الدماء من كل مكان بشكل مفاجئ.
تنقل عبدالله مع زوجته وولده بين المستشفيات والمراكز الصحية في إب وتعز وصنعاء عل وعسى يجد من يصف له حالة ولده (النادرة) حسب الأطباء الذين زارهم دون جدوى، حيث يقول عبدالله (الدكاترة قالوا إن ابني بيعاني من طفح جلدي وتكسر في الصفائح وتضخم في الكبد لكن ما قدروا يحددوا أيش نوع المرض).
- معاناة دائمة
قبل ثمانية أشهر استقر بهم الحال بصنعاء في مركز لوكيميا الأطفال الوحيد في اليمن
يقول عبدالله (كنا نغير له دم كل شهر والآن كل ثلاثة إلى أربعة أيام والمركز يوفر لنا الدم وأحيانا ما يقدروا يوفروه لنا فنضطر نبحث على متبرعين وأوقات ما نلقاهم).
يناضل عبدالله وزوجته بكل ما أوتوا من إمكانيات من أجل إنقاذ فلذة كبدهم الوحيد سعيد حيث قال:
(بعت ذهب زوجتي وتدينت من أهلي ومن المعروفين في البلاد بإب لما قد المبلغ وصل لما يقارب السبعة المليون ريال ) قالها وعيناه تترقرق بالدموع كمدًا على حالتهم المزرية والغير مستقرة بين صنعاء وإب.
ينتظر والد سعيد تقرير السفر إلى خارج اليمن بعد أن أرشدهم أحد الأطباء بالسفر إلى أحد المراكز في الخارج حيث من الممكن أن تشخص الحالة بشكل صحيح حيث قال: (إحنا مستأجرين في فندق ومافيش معانا أحد في صنعاء ومنتظرين للدكتور يجيب لنا تقرير نسفره لا مركز متخصص بالخارج عشان يعرفوا حالته بس مش عارفين كيف بانسفره واحنا على الحديده).
- انعدام مراكز العلاج
الدكتور عبد الرحمن الهادي مدير مركز الأورام قال في تصريح لموقع منظمة الصحة العالمية: في كثير من الأحيان يؤدي عدم توفر الأدوية المنقذة للحياة في المركز إلى وفاة المرضى وبعض الأدوية تكلف ١٠٠دولار أو أكثر ولا يمتلك الناس حتى جزء من هذا المال.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن مركز علاج لوكيميا الأطفال في صنعاء الوحيد من نوعه في اليمن من حيث التخصص ومع غياب الدعم الحكومي يبقى المركز بحاجة ماسة إلى الإمدادات الطبية كون ما يتوفر لدى المركز حاليًا لا يغطي سوى جزء قليل من احتياجات المرضى وأن ما يقارب من ١٠٠٠ حالة جديدة يتم تشخيصها كل عام على أمل البقاء على قيد الحياة فقط.
يقول مختار العريفي مختص المشاريع في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان: لا يوجد لدينا مركز خاص بعلاج سرطان الأطفال أو الأمراض المزمنة ولكن يوجد لدينا دار يأتي إليها العشرات من الأطفال المصابين بالسرطان والذين لا يتم اعتمادهم كمستحقين لخدمات المؤسسة إلا في حالة ثبوت إصابتهم بالسرطان عن طريق التقرير الطبي وبطاقة مركز الأورام ليمنح لهم على إثرها العلاج والأشعة وحتى السفر للخارج في بعض الحالات .
هذا وتستمر حالة سعيد وأقرانه ممن يعانون من الأمراض المزمنة في تدهور مستمر نظرًا لعدم توفر المراكز المتخصصة في تشخيص مثل تلك الحالات.
- تم إنتاج هذه المادة من قبل شبكة إعلاميون من أجل طفولة آمنة التي يديرها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي وبتمويل من اليونيسف (منظمة الطفولة)”.