- يحيى الحمادي
يكون المرءُ أعقَلَ ما يَكُونُ
إذا بالصِّدقِ حالَفهُ الجُنونُ
وها أنذا أُجَـــنُّ.. فصدِّقوني
فكم بحقائقي حُلِقَت ذُقُونُ
أراكم ترقصون أمامَ عامٍ
تَعَــوَّذُ منه بالصَّمَدِ القرونُ
إذا الأعوامُ قبلُ بكَت عليكم
فهذا العامُ ليس له عيونُ
كبيرُ الرأسِ.. في يدهِ حَصاةٌ
يُقلِّبها، فتنقلبُ الحصونُ
وتَنقلبُ العروشُ على ذويها
وتَقلِبُ كلَّ مَن بَقِيَ الديونُ
ويصبحُ للجهادِ أبٌ، ولكن
لتزدحمَ المراقِصُ والسجونُ
وتُجهِـــضُ كُلُّ آتيةٍ لِآتٍ
وتَحبَلُ بالمُشافَهةِ البُطونُ
فهذي أُمَّةٌ كذبت عليها
عِمامَتُها، وخان البنطلونُ
وهذي حالُها تُروَى بِصِدقٍ
كما لم تَروِها قَبلُ المُتونُ
هَبُوا أني كذبتُ بها عليكم
فهل صَدَقَت بها قبلي السّنونُ؟
إذا غَدَت الخيانةُ فِعلَ خيرٍ
وأصبَحَ مَن يَصُونُ كمن يخونُ
فقل للرَّاقدينَ عِمُوا صباحًا
فما صَدَقَت بكم حتى الظنونُ