- غالب العاطفي
ها أنتِ …
تنسكبينَ في شريانِهِ
وتُلملمِين السُّهد من أجفانِهِ
ها أنتِ …
ممكِنَةٌ كأيِّ حماقةٍ
وبعيدةٌ جدًّا على إمكَانِهِ
ها أنتِ …
تبتكرينَ ألف طريقةٍ
للركضِ بين فؤادِهِ ولسانِهِ
وتُبَعثرينَ غُموضَهُ
كقصيدةٍ لم تلتفت يومًا إلى كتمانِهِ
ها أنتِ …
تختالين مثل فراشةٍ زرقاءَ
ترقُصُ في مدى حرمانِهِ
وتسافرين بهِ
لأولِ نجمةٍ خُذِلت
فشاخَ الضَّوءُ قبلَ أوانِهِ
وبخِفَّةِ الأنثى
_ التي لم تنهَزِم أبدًا _
وصلتِ لمنتهى أحزانِهِ
سطرًا … فسطرًا تقرئين جِرَاحَهُ
أوَمَا فهمتِ النَّصَّ مِن عنوانِهِ ؟!
هو ذا يُحدِّقُ في يبابٍ
لا يرى إلا السرابَ المحضَ في قيعانِهِ
يُصغي إلى الأشياءِ،
يبدو صمتُها يلقي نَشيدًا ما على آذانِهِ
” هي لا تحبُّكَ أنتَ ..”
قالَ مُسافرٌ نِسيَ الطريقَ ،
ولم يعُد لِحِصانِهِ
وحِصانُهُ في البيتِ
يُؤنِسُ ليلَهُ ،
ويَعبُّ كَأسَ الصمتِ من جُدرَانِهِ
” هي لا تحبُّكَ أنتَ ..”
قالت لسعةُ البردِ التي اصطكَّت على أسنانِهِ
” هي لا تحبُّكَ أنتَ ..”
قالت دمعةٌ بيضَاءُ،
أخرَسَهَا ببعضِ بَنَانِهِ
يا أنتِ …
يا شبقَ الحنينِ إلى غدٍ أنقى
ألا تخشينَ من خُذلانِهِ ؟!
لِمَ تَعشَقينَ فتىً أَقلَّ تفاهةً
من دمعةٍ تهمِي على جُثمَانِهِ ؟!
لا وقتَ للأملِ الخؤونِ،
وكلُّ دربٍ لا يقود سوى إلى خُسرَانِهِ
نحتاجُ مُعجزَةً، وألفَ نبوَّةٍ
ليعودَ إنسانٌ إلى إنسانِهِ …