- كتب: محمد ناجي أحمد
كتاب ” شجر لا ظل له” للشاعر محمد الشلفي – كتاب يزاوج بين الاختلاف، من المدينة والريف إلى الحرب والظل والسياسة ومن الغربة والليل إلى الموسيقى والموت، ومن قصيدة النثر إلى قصيدة التفعيلة…
رقص هامس وإيقاع طبول الغربة والموت الذي يتسرب من ثقوب يراها الشاعر متوارثة وأراها ثقوب صراع تقودنا نحو الفناء، إنه صراع يقود إلى الهلاك والفناء.
هذا ما يقوله البيان الشيوعي في بدايته “الحرب الطبقية المكشوفة أو المستورة كانت تنتهي إما إلى تحويل المجتمع بأسره ثوريا وإما دمار الطبقتين المتصارعتين”
فكيف وحال صراعنا في اليمن ليس صراع طبقات ولا طبقتين وإنما صراع طائفي ومناطقي وجهوي وعرقي، صراع أساطير تخفي خلفها عبث إقليمي ودولي واستجابة أمراء الحروب في الداخل ليكونوا أقنعة طائفية في تفقير المجتمع وتجهيله وترهيبه.
صراع تفكيك وتطييف ورؤوس جباية ونهب!
الحكايات والدخان والكحة المالحة والعلوم الحديثة، الأم والجد والريف وغربة الحرب والمدينة، كل ذلك ممزوج بدم يمسك الوقت.
ظلال متنافية يتشكل منها الأنا بمنفياته أو بفنائه ” الصديق العدو، والعدو الصديق، والعدو العدو. من يرسم ويدخل إلينا عبر ثقوب توارثناها”
هل هي ثنوية متوارثة أم انها تقابلية جوهرية في الحياة ونموها وتطورها.
الآخر لا يتسرب إلينا من ثقوب راكمها التاريخ، الآخر نحن في كينونة مندمجة وجوديا ومتنافية في آن.
“نفسها الطعنات إذا سددت!
والغريب القريب”
“سددت من مكان مسجى”
اليباب والريح والسراب والظل، والصوت والموت. هذا تحد متناغم في تساكنه “المسجى”.
هي الصلاة والمناجاة للظل الذي على صورته، لسورة المدينة وهي تطفو من فعل الحكايات “المالحة” التي تنمو بأفكارها وأحزانها في الحروب والسياسة “زمان غريب تلازمنا حربه..”
حكاية قلب “الحبيبة” ذبول الحديقة و “السحاب المنزوي ماؤه” و “الفتى لا ..يموت”.
ومن هذا العدم الكثيف الغربة والحرب والثقوب يكون النداء لكلي المعرفة ” يا الله : خذ بيدي لأعرف آخري بالموت”.
هو الصباح الغريب والظهيرة المتعبة والليل الذي لا يحكي الحكايات قبل النوم.
الليل والفنجانان والنوم.
الحرب والموسيقى والمدينة والغربة والسياسة والأحزاب.
إنه “شجر لا ظلَّ له”