- عبدالكريم الرازحي
هذه الأيام لا أخرج من البيت خوفا من أن ألتقي بـ “مناضلين” في بلد المليون” مناضل.”
لكني خرجتُ كيما أحوِّل بمصروف لأختٍ لي في عدن.
وبالمصادفة وأنا خارج من بنك الكريمي ألتقيتُ بـ ” مناضل ” كبير كان يكيلُ لي التهم بالمكيال عندما كنت أكتب وأسخر من كل تلك الأكاذيب الكبيرة التي بشروننا بها عشية الإعلان عن الوحدة في 22 مايو1990.
كان هذا “المناضل” كلما ألتقيته يتهمني بالعداء للوحدة والديمقراطية والتعددية الحزبية و” التداول السلمي للسلته” وحقوق الإنسان .
كان ماينفكُّ يخوِّنني، ويحرِّض ضدي، ويلاحق بعدي، ويرشقني كلما صادفته في الشارع بوابل من التهم .
ومن بعد حرب 1994لم أر له صورة ..ولم ألتق به ..وكنتُ قد أفتقدتهُ وأفتقدتُ التهم التي كان يرشقني بها في تلك الأيام هو وغيره من “المناضلين” في مختلف الأحزاب.
وأول مارأيته قلتُ أسلم عليه لكنه بدلا من أن يرد على سلامي
قال لي محتجا : ليش تتعامل مع الكريمي يارازحي!!
قلت له : مع من تريدني أتعامل!!
السفارات غادرت البلاد !!
البنوك والشركات غلقت !!
التجار ورجال الأعمال خرجوا وأخرجوا أموالهم ونقلوا أعمالهم للخارج !!
الوزراء والمسؤولون في الحكومات السابقة واللاحقة وكل اللصوص والهبارين الذين هبروا ثروة البلاد هربوا من البلاد !!
الحكومة وقادة الأحزاب وأعضاء مجلس النواب جميعهم في فنادق الرياض والإمارات يبيعون ماتبقى من البلاد!!
وحتى حكومة الأطفال هي الأخرى غير موجودة في البلاد حتى أتعامل معها !!
وفي هذا الوطن الممتد من الحرب إلى الحرب ومن الخراب إلى الخراب لم يبق سوى الكريمي.
الكريمي- قلت للمناضل الكبير – :
هو ماتبقى من الوطن، ومن الدولة، والجمهورية، والوحدة، ومن الديمقراطية والتعددية الحزبية و (التداول السلمي للسلته) ومن كل تلك الشعارات التي تم رفعها عشية رفع علم الوحدة وتم الاقتتال عليها في حرب 1994.
وقلت له بأ ن الوحدة لم تعد مطلب اليمنيين اليوم وإنما صار مطلبهم وأقصى ما يحلمون به هو توحيد العملة
وبعد إن كانوا يرفعون الشعار : (الوحدة أو الموت) صار هناك اليوم من يرفع شعار: (الكريمي أو الموت ).