- نجلاء القصيص
خلال مهاتفته المختصرة، طلب منه تحديد موعد لمقابلته في أقرب وقت، فهناك أمرٌ مهم يود إخباره به..
أجابه: سأنتظرك في تمام الخامسة في المقهى المطل على البحر..
- ستجدني هناك قبل الموعد المحدد.
وضع السماعة وعاد ليكمل عمله وسط الضجة العارمة التي تُحدثها زحمة الشوراع المكتظة بالباعة والمشترين وقت الظهيرة..
سأل نفسه: - ترى ماذا يريد مني المهندس..؟
فمنذ أيام و هو يهاتفني، ربما سيعرض علي عملاً ما في أحد مشاريعه..
وقبل الموعد بنص ساعة، جهز نفسه و اتجه صوب المقهى، كان ينظر في كل لحظة إلى ساعته، والتوتر قد بدا واضحاً عليه، فقد تناول خمسة أكواب من الشاي ، محرقًا علبة سجائر كاملة..!
وعيناه ملتصقة بالباب..رواد المقهى يطالعون ذلك الرجل السمين الذي دفن رأسه وسط جريدة، يلتهم أخبارها لعله يجد ضالته بين سطورها..!
تلك السمراء صاحبة العيون النعسانة تقرأ رواية”الأسود يليق بك”. ، يتوقعها تشتعل ناراً و هي تتنقل بين الصفحات في انتظار حبيبها الذي لن يأتي.
جميعهم غادروا تباعاً، ولم يتبقَ سوى العاملين.
اقترب منه النادل:
-أستاذ الحساب من فضلك
أخرج بعض الأوراق النقدية ودسها في يده..
-سأنتظر قليلاً ربما سيأتي الآن..
التفت النادل إلى صديقه هامساً:
-في كل مرة يأتي بها إلى هنا يقول نفس القصة..
المهندس سقط من سطح إحدى العمارات و كان هو إلى جواره ساعتها…..