- محمد ناجي أحمد
أنا باحث مستقل، ولست عضوا في التنظيم الوحدوي الناصري وأقف بمسافة موضوعية تجاه النصوص والتاريخ والشخصيات ، منطلقا بالذاتي من أرضية موضوعية لا من رغبات وتهويمات…
نقلت ما طرحه الأخ عبد الله سلام الحكيمي وما طرحه علي الضالعي وما طرحه محمد سعيد ظافر وماطرحته لجنة الاستقصاء في تقريرها وما اعرفه عن قرب ومعايشة ممتدة لعقود عديدة، ومن استقراء ما كتبه الاخرون سواء عبده محمد الجندي أو حسن العديني مما نشروه في الصحافة عن التنظيم الناصري، بل إنني نشرت في صفحتي تعقيبات علي الضالعي كما هي بكل تشنجاتها وتهمها وتهويماتها وادعاءاتها وتضخماتها وتخيلاتها، ثم انتهيت إلى خاتمة، بعد ذلك أرسل لي الأخ علي عبد الله سعيد الضالعي برد ثالث هو تكرار وسب وكيل للتهم فلم انشره ، لأن الاستقصاء والتعقيبات كانت قد أخذت حقها واستكملت مقالي بالخاتمة، ولولا أن السب والاتهامات التي تضمنها التعقيب الثالث لعلي الضالعي تتعلق بآخرين لا بي لكنت نشرته بصفحتي دون حرج…
من يرى في مقالي (التذييل..) أو (الخاتمة) تعصبا أو انحيازا فليبين ذلك من متن حلقاتي العديدة وصولا إلى الخاتمة، فكل حكم يحتاج إلى تفصيل وحيثيات لا إرسال الأقوال على عواهنها!
من السهل تخطئة الجميع فذلك ما يريده البعض!
لم أدخل في ردود شخصية ولا أصدرت أحكاما دون معلومات ومعايشة وتحليل واستقراء واستنباط ومقارنة ومقابلة وموازنة،ولهذا فعلينا أن نتبصر في أقوالنا وأحكامنا!
تناولي للتنظيم الناصري ومؤتمراته ومقرراتها وعلاقته بالحمدي سواء بقراءتي النقديه لكتابين نشرهما محمدسعيد ظافر أو ما كتبه عبد الله الأغبري أو غيرهم هو جزء من اهتماماتي بتاريخ الحركة السياسيه والحزبية في اليمن، في سياق مقارباتي للعقل السياسي وتكونه طيلة أربعة قرون…
كتبت عن تاريخ الحزب الاشتراكي ورموزه، وعن تاريخ الإخوان المسلمين وعن الإسلام السياسي الزيدي وعن الحركة الحوثية وعن المؤتمر الشعبي وقوى خمر ، وكل طرف أتناوله بوعي نقدي ومكاشفات جذرية يحاول أن يختزل جهدي الفكري بدوافع شخصية أو أيديولوجية ، أو بإحالته إلى أنها مناكفات ويشخصن المسألة بأنها مناكفات أو حسد وغيرة أو أيديولجية وتضليل.
إلاَّ أنه للأمانة فإن تعقيبات بعض كوادر الحزب الاشتراكي أكثر نضجا من تعقيبات الآخرين، فالاشتراكي يختلف مع قراءتك النقدية لأنك كما يتصور لم تعط حيزا لمراجعاته النقدية التي بدأت مع أول لجنة لكتابة التاريخ تشكلت من فيصل عبد اللطيف الشعبي وعبد الفتاح إسماعيل وآخرين وقد كانت تجربة نقدية مهمة احتواها كتاب صدر أواخر الستينيات، إلاَّ أن هذه التجربة لم تدم وسرعان ما تم الانقلاب عليها وذمها سيرا وراء اجتهادات ومنظور نايف حواتمه، ثم كان للحزب تجربة تقييميه ومراجعات بعد أحداث 13يناير 1986م، لكن المآسي وكوارث التاريخ كانت تعيد إنتاج نفسها.
والإخواني(الإصلاحي) ينظر لما أكتبه عن مساره وتاريخه من زاوية التعصب الأيديولوجي والانتقام الشخصي.
وبعض كوادر التنظيم الناصري وقياداته ينظرون لقراءتي النقدية ومقالاتي البحثية عن نشأتهم ومآلاتهم من زاوية الشخصنة وإحالتها إلى كتابة بـ(الوكالة) مع اجترار لتهم يتمترس بها البعض علّه يسدل ستارا على خطاياه وجناياته واستثماراته لمسار تاريخي. مع تقديري العالي لملاحظات وتعليقات جادة وفاحصة ومثمرة يكتبها بعض الناصريين ممن اتسعت رؤيتهم وضاقت مساحة عصبوياتهم…
كان البعص يتمنى لو أتجهُ نحو الردود والانفعالات المشخصنة وحين استمريت بمنحى كتاباتي وغايتي التوثيقية والنقدية كان حكم البعض يرسل على عواهنه؛ بأن الكتابة عن التنظيم الناصري وقياداته وشخصياته تعبير عن صراع بين عبد الله سلام الحكيمي وعبد الملك المخلافي! مع أن مقالي (التذييل) كان استكمالا لتاريخ التنظيم وذلك بالكتابة عن حركة عبده محمد الجندي التي بدأها عام 1982/1983وسماها(حركة الانقاذ)، وكان عبد الله سلام وعلي الضالعي وعبد الرحيم المسني ومحمد سيف ناجي نماذج لاستقصاءاتي،وقد وجهت أسئلتي إلى عديد من قيادات التنظيم التي التزمت له في المرحلة السرية في الستينيات وما بعدها، فمنهم من استجاب وبعضهم أجاب بجزئيات ثم اعتذر وبعضهم توارى بصمته كموقف سائد ودائم لقيادات التنظيم ، التي ترى أن الماضي ينبغي أن يواريه النسيان!
أردت استكمال ما معي من معلومات ومقالات وسجالات جرت في الصحافه بين حسن العديني وعبده محمد الجندي قبل سنوات…
ولو تمعن البعض وبذل جهدا قرائيا لوجد المساحة التي أفردت لعلي الضالعي أكثر من المساحة التي أعطيت لعبد الله سلام بثلاثة أضعاف، علما بأن المسألة البحثية كانت استقصائية والترجيح أو الاختلاف قمت به في الخاتمة كاستخلاص من تحليل واستقراء من عديد آراء بما في ذلك تقرير لجنة علي سيف /عبد العزيز سلطان طاهر المنصوب، وقد أكد لي عديد ناصريين وأعضاء في اللجنة المركزية للتنظيم ما ذهبت إليه في قراءتي النقدية عن مسار الناصريين بما في لك تقرير علي سيف حسن وعبد العزيز سلطان طاهر المنصوب…
كل باحث يريد أن يكتب عن تاريخ التنظيم الناصري يصطدم بحائط الصمت وتغييب الوثائق . وحين نكتب يكون رد الفعل هو محاولة تسفيه الكتابة والحكم عليها بأنها تضليل ومصادرة، فأين هي وثائقكم وحقائقكم وسردياتكم لنتناقش حولها؟
فباستثناء ماكتبه عبد الله الأغبري في كتابه وما كتبه محمد سعيد ظافر في كتابيه ما كتبه عبده محمد الجندي وحسن العديني من سجالات ثنائية في الصحف، وما كتبه حسن العديني من ذكريات ومنشورات في صفحته على الفيس بوك وما كتبته من مقالات بحثية عن تلك الكتب وعن الناصرية-فإن الباحث لا يجد سوى يباب وصمت مريب!