- عماد القاهري
تسير الحياة وفق نظام من صنع الله تبارك وتعالى،
وهذا النظام يعرف بالنظام الثنائي،
بمعنى أن كل المخلوقات في هذا الكون نشأت من قبل طرفين، كالإنسان خلق من ذكر وأنثى، وكذلك الحيوانات، وغيرها من الكائنات الحية،
ولكن البشر رغم تفضيلهم على باقي المخلوقات وتمييزهم بالعقل، إلا أنهم خرجوا عن هذا النظام الثنائي،
فجعلوا كفة الشر أثقل من الكفة الأخرى وهي كفة الخير، ولهذا السبب اختل توازن التناغم الثنائي للطبيعة البشرية.
والسبب أن أغلب البشر بطبيعتهم العقلية يغضون أبصارهم عن تصرفاتهم، ويتملصون من محاسبة ذواتهم، فيفتحون في قلوبهم باب “النفس الأمارة” إلى إشعار آخر دون أن يغلقوه..
فعندما تغرد العصافير، تلتهم أصوات الوحوش تغريداتها، فلا يسمع صوت العصافير إلا من كان قلبه يفيض بالخير وهم قليلون جداً.
لكني أؤمن أن جميع الناس يحملون في قلوبهم خيراً،
ولكنه محتجز في زنزانة الشر، ينتظر من يكسر له الأغلال ويحرره.
فنحن الخيرون نتلقى طاقاتٍ إيجابية من أسلافنا الراحلون الذين تركوا بصمة الخير، كالأنبياء والرسل والعلماء في مختلف العلوم،
نستطيع أن نحرر هذا الخير المحتجز، بعزف سيمفونية تتسلل إلى أصحاب القلوب الشريرة، وتمسح الغبار المتراكم فوق زنزانة الخير،لتتحرر قلوبهم من قبضة قوى الشر،
فينطلق الخير بين أوساط الأنام، وتشحن قلوبهم بالحب والوئام.