- خاص
قرابة 5 مسلسلات يتوزع إنتاجها على 4 قنوات يمنية في غياب القنوات الرسمية التابعة للشرعية ،
يعد مسلسل “غربة البن” عملاً جديدا في العمل الدرامي اليمني من حيث فكرة المسلسل ومقومات الإخراج الفني، كونه يتناول معاناة المرأة اليمنية ، وحالة اغتراب اليمنيين عن زوجاتهم، ثم الزواج المبكر وحرمان الفتاة من التعليم
المسلسل من إخراج محمد فاروق، وبطولة الفنان صلاح الوافي، والفنانة سالي حمادة، والفنان محمد قحطان، و الأضرعي، ومشاركة الفنان عمار العزكي.
“حالتي حالة” في يمن شباب، أيضاً ركز على فكرة سياسية لا تخلو من المعاناة التي سببتها الحرب.
“ويتميز “عسل صافي” بوجود أغلب نجوم الدراما اليمنية فيه، كالفنان عبدالكريم مهدي، والفنانة رغد المالكي، وطاقم مسلسل “حاوي لاوي”، والعمل عبارة عن استعراض جديد للقضايا كل يوم بفكرة مختلفة، يجسد فيه الدكتور دوراً درامياً رئيسياً، ويعرض على قناة المهرة التي بدأت بشكل قوي.
قناة سهيل الفضائية تعرض مسلسلاً درامياً كوميدياً ، باسم “تاتش”، بمشارك الفنانين علي السعداني، وخالد الرافد، والفنانة غزال، والفنان حسن درمان، وأكرم الربوعي، وفكرة العمل تأتي من واقع ما يعيشه الناس في ظل الحرب.
وتقدم قناة السعيدة الخاصة هذا العام مسلسل “على إيش”، من بطولة الفنان علي حميد، والفنان ناصر العنبري، والفنان عبدالحكيم قاسم،
المسلسل يناقش قضايا عدنية ويعرضها بشكل ساخر وبلهجة عدنية.
المتابع للأعمال الدرامية اليمنية يلاحظ أن كل الاعمال ترتكز على المحتوى الكوميدي المفرط..
بيس هورايزونس رصد أراء الكثير من المتابعين واستيائهم من الطريقة التقليدية الساخرة التي تطغى على كل الأعمال الدرامية وتقتل الفكرة الجدية التي يفترض ان يهدف لها أي عمل .
- سذاجة
يؤكد الدكتور قائد غيلان بالقول: “مازالت الدراما اليمنية تغرق في السذاجة والتقليد رغم وجود الممثل الجيد، لأن الذي يقف خلف الكاميرا مازال غير قادر على التجديد”. ويشير إلى مسلسل الدلّال وكيف أصبح ” الدلّال ” ضابطا يقوم بمهمة وطنية مستغلا أخته بالقول: “هي فكرة ساذجة ومستهلكة ومكررة، والغريب أن أخته هذه تتفاجأ في آخر الحلقات بكون أخيها ضابطا، أين كانت حين أكمل أخوها الثانوية العامة ودخل كلية الشرطة، واحتفلت به العائله، وعلقت صورته وهو يرتدي زي الشرطة في صدر المكان، ألم تكن تراه عندما يأتي في إجازته مرتديا زي كلية الشرطة يتأبط عصاه ويحمل شنطته الرسمية ؟!”.
وأرجع الناشط بسيم الجناني ظهور اليمني وتصويره كمهرج أو ساذج..
إلى”الفكرة النمطية التي أرتبطت برمضان قديماً لدى المشاهد اليمني والمنتج على حد سواء منذ سنوات طويلة أمام شاشات التلفاز بالتحديد منذ عهد “دحباش” وأصبح رمضان يمثل سنوياً محطة للضحك وحديث الناس عن المسلسلات الكوميدية وإهتمام الناس بها ولم تتغير مع مرور الوقت خاصة لدى منتجو هذه الدراما ، ورغم أن كثير من الدول كانت تعيش نفس هذا الوضع إلا أنه ومع مرور الوقت تغير وتطور في تلك الدول أسلوب الكاتب والمنتج والمخرج وتحولت الدراما لأكثر جدية نوعاً ما وتحمل رسائل مجتمعية وهادفة، مشكلتنا في اليمن لاتزال قائمة نتيجة لغياب الخبرة أولاً خاصة لدى الشباب الصاعد في إنتاج العمل الدرامي وللتكرار وبنفس التقليد السنوي لدى كتاب تلك المسلسلات والمخرجين والمنتجين الذي تسعى من خلاله بعض القنوات والتي لاتزال حديث عهد على إنشاءها على إستقطاب أكبر قدر من المشاهدين.”
ويواصل: “لامانع بأن تكون الأعمال الدرامية ذات طابع فكاهي ولكن بدون إسراف في السذاجة وعكس صورة تقلل من شخصية اليمني وأسلوب حياته ، فالصورة النمطية القديمة للمواطن لم تعد بتلك السطحية في السابق مع إرتفاع مستوى الوعي والثقافة والقدرة على النقد والتقييم ولابد أن يواكب هذا التطور أسلوب مناسب يعكس الدراما التي تجذب المشاهد وتترك أثر في معالجة القضية أكثر من أنه عمل يثير حفيظة المشاهد ويتحول من مسلسل يحمل رسالة إلى قضية بحد ذاته.”
من جانبه يشير الناشط نجيب الكمالي : “المسلسلات اليمنية الرمضانية لو جاز تسميتها مسلسلات هي أشبه بسلق البيض أو خبز الطاوة يتم سلقها على عجل قبيل شهر رمضان بأسابيع دون الإهتمام بكيفيتها وجودة محتواها ونصوج فكرتها بقدر أن يتم مطمطة محتواها البائس ليغطي ما نسبته ثلاثين حلقة تلفزيونية.”
الناشط فارس حسان يقول:” المسلسلات اليمنية عاما بعد عام يصر مؤلفيها ومخرجيها ومقدميها تصوير اليمنيين كمجتمع خُجف وخضعان وهُبل وقرويين يرحموا الله.” ويردف بالقول:” الرسالة الإعلامية أو الدرامية مهمتها تودي رسالة مهمة تعمل على جذب الناس ليرتقوا الى واقع افضل وليس تصويره كما هو.”
- غياب الفكرة والخيال
وأشار الدكتور فارس النبيل عن الدراما اليمنية بالقول: “رديئة الفكرة فقيرة الخيال، لا يبدو أن المشتغلين بها يرغبون بالتطوير أو لايدركونه .. لانصوص جيدة ، ولا تطوير وتأهيل للموهوبين سوى ما يمتلكونه من حديث ونكات المجالس العامة الرتيبة ويكتفون بها.. ولا تجديد في الصورة أو براعة في الإخراج..
التراجيديا مستهلكة المضامين .. ضيقة الأفق ..محدودة الأحداث والكوميديا أكثر سذاجة ونمطية، هزيلة الأداء .. سخيفة الجملة.. لا تنتج معنىً واحداً يستحق الإدهاش أو فكرةً لماعة تحضر في الذاكرة الشعبية.”.
ويبدي الدكتور نبيل استيائه:
“كأن كل شيء توقف في اليمن .. كأن كل تلك المفاخر الموروثة
والحضارة المتفردة تخلت عن حركتها ..ووصلنا لزمن الانحطاط.. حد التصحر في كل شيء.” !
فيما يؤكد الصحفي أصيل السريحي أن الدراما اليمنية ميزانيتها مرتفعة وتصل لعشرات الملايين من الريالات
ويشير أصيل:” المشكلة في الكتابة التقليدية لهذه المسلسلات والتي تعتمد على كوميديا سطحية تحاول
كذلك لا يوجد مخرجين محترفين قادرين على اختيار ممثلين جيدين
حتى الممثلين اليمنيين لا يزال ينقصهم الكثير يحتاجون إلى تدريب وتأهيل حتى يكونوا قادرين على تقمص الشخصيات جيدا.”
- تشويه
بدورها أشارت الإعلامية لطيفة الفقيه بالقول :
“في الدراما اليمنية يظهر الممثل دائمآ بملابس متسخه يشوهون وجهه،ويعبثون به ؛ وكأنهم يريدون أن يقنعو العالم في كل مرة وفي كل مسلسل بأنه هذه هي صورة اليمنيين في الواقع ” متسخين مشوهيين” أغبياء” متخلفيين “.. وبعدها يتجرع اليمني ويلاتها أثناء سفره للخارج في الجامعات في المطارات وعلى أبواب السفارات ؛؛ فالصورة السلبية والنظرة المشوهة التي غرسها “أشباه المخرجين” لاتنسى ولاتمحى من أذهان العرب.”
وبألم تختتم لطيفة حديثها :
لم نعد نبذل الكثير من الجهد لنحسن صورتنا أمام الشعوب العربية
الدراما اليمنية تكفلت بهذا وأخبرتهم من نحن!” “
وتقول الناشطة غادة السقاف :” هناك
جهود مبذولة في الدراما اليمنية،لكن الملاحظ كثيراً
خاصةً في الأعمال الرمضانية أن المخرج يركز على وضع
أدوار لشخصيات ساذجة أو غبية وكأنها صفة ملازمة لنا ، حتى وإن كان العمل جيداً
يظهر التشويه !.”
الكاتب الصحفي محمود ياسين يتسأل ما المضحك في اظهار الوجوه بشعة ؟!
ويواصل:” لن أضمن صورة الشخصية البغيضة وقد بدت بشامة هائلة وأسنان مكسورة فهي تترك أثرا مقبضا ورغبة في التحديق بعيدا عن الدراما السوقية البلهاء ، لم يعد هناك من يمكيج وجها ويجعله قبيحا ليضحك الجمهور الا مخرج الفجاجة.”
ويوجه سخطه للمخرج : ” بشع وضحل وبلا موهبة ولا أي خبرة فنية ، لو انك حتى مشاهد جيد للدراما المتداولة في العالم أو مسلسلات الكوميديا لما اعتمدت هكذا شخصية قدمتها وانت تحسد نفسك .غبي وسوقي”.
- إساءة كبرى للدراما نفسها
ونختتم بما قاله الكاتب والصحفي محمد عايش :
الدراما اليمنية لا تسيء لليمن ولا لليمنيين ، إنها إساءة كبرى للدراما نفسها”
لو كانت هناك شرطة دولية للدراما لكانت الآن تطالب برأس كل رأسٍ قائمٍ على القنوات اليمنية بفعل التفاهات التي تتكرر على رأس كل سنة وكأنها صارت وباءً ملازما لكل رمضان في هذا البلد.”
ويواصل عايش :” الجيد أن الناس بدأت تتحدث في رمضان هذا عن كوارث الدراما الهزيلة والمسيئة، وهي الدراما المسيئة نفسها القائمة منذ عقود والمسكوت عنها بفعل ضحالة النخب اليمنية قبل ضحالة وعي المتلقي البسيط
ومثلما يقال عن الدراما يقال عن البرامج السياسية الساخرة.. برامج ثقيلة دم، والقائمون عليها يفتقرون للحد الأدنى من معايير المهنة.. والفكاهة.. بلاد مالهاش حظ في شي”.!!