- عبدالملك الحاج
طُرد من قريته… ولم يُقبل في جميع قرى الناحية، فظل يستجدي (الاسياد) لكي يصفحون عنه ويسمحون له بالسكن في اي مكان كان.
تعاطف معه الكثير من الاهالي، فوصل خبر تعاطفهم الى مشائخ الناحية الذين شعروا بضرورة تدارك الامر قبل توسعه والخروج من هذه الورطة بشكل مقبول ومناسب وإقناع الأهالي بان المشائخ ليسوا معترضين او ممانعين على سكن ذلك الشاب في الناحية وبهذه الطريقة يتم امتصاص تعاطفهم معه، وبنفس الوقت وضع عائق امام قبوله يكون مقبولاََ لدى الجميع يمنعه هو من السكن بالناحية ويمنع الناس ايضاََ من الوقوف الى جانبه او التعاطف معه من جديد.
المشائخ يعتبرون مجرد القبول بسكن هذا الرجل في اي منطقة من مناطق الناحية اهانة كبيره لهم، ومسألة رفضه في (1)السكن بالناحية دون مبرر يعتبر ايضاََ عيباََ كبيراََ بحقهم وملامة سوداء بوجوههم، فلم يكن امامهم سوى الرضوخ لالحاح الاهالي وضغط البعض من اعيان القرى مبدين الموافقة المبدئية لقبوله بالسكن بالناحية،
شرط ان لا يكون سكنه الا في مكان محائد يقع على حدود ثلاث عزل مختلفة.
ويعتبر هذا الشرط ملزم لا تراجع عنه وغير قابل للمراجعة او النقاش…!!!
اوجد المشائخ الحل…. وعجز هو من إيجاد المكان المشروط.. فكيف سيجد هذا المثلث ألذي يتوسط ثلاث قرى كل قرية تتبع عزلة اخرى، انه بمثابة ألحل التعجيزي او كما قيل بانه مجرد (عُكارة) لا غير…
لقد وصل ذلك الشاب الى قناعة نهائية باستحالة وجود هذا المكان ألذي سيكون فيه سكنه، وموطنه الجديد الا ان (رُبيد الراعي) وهو رجل معروف في المنطقة يمارس مهنة رعي الاغنام استطاع ان ينسف هذا الشرط المجحف ويعيد الأمل من جديد لهذا الرجل البائس ويرسم على شفتيه ابتسامة متفائلة.
يذهب الرُبَيد الى المشائخ ويخبرهم أن (ذراع الابل) هو المكان المشروط لسكن هذا الشاب المشرد، إنه المكان الوحيد في الناحية والنواحي المجاورة الذي يقع على حدود ثلاث قرى تتبع ثلاث عزل مختلفة.
لم يقتنع المشائخ بما قاله الرُبَيد فتم تكليف ثلاثة من العدول بالنزول الى المكان المحدد للمعاينه والتأكد من صحة ذلك، وعندما عاد العدول بالخبر اليقين تداول المشائخ الأمر فيما بينهم ولم يكن أمامهم من خيار اخر سوى الموافقة والقبول بسكن ذلك “الشخص المنبوذ” في هذا المثلث وقام العدول بتحديد مساحة صغيرة له في المكان المسمى “بذراع الابل”.
كان ذلك الذراع المعزول والمحشور في احدى زوايا وادي” حلميت” يمتد الى نجد (قُعَيش) ويرتبط بتلك السلسلة الجبلية المتصلة بأحد الجبال الشامخة بالناحية هو المكان المسموح به كي يسكنه “” المغبـــــــش “” .
الجميع في هذه المنطقة يناديه بالمغبش… لكن لا أحد يعرف اسمه الحقيقي بالكامل او من اي المناطق هو؟ ولماذا سكن في هذا الذراع بالذات..!!!
لا أحد يعرف بتفاصيل قصته وسر غضب المشائخ الشديد عليه.. لقد تم التكتم على هذه القصة ربما لخصوصياتها، ليس بما يخص المغبش ولكن قد تكون لاعتبارات اخرى……..
هناك من كان يتسأل لماذا حُرم من الحصول على ذراع او باع في تلك الاراضي الشاسعة التي اتسعت للجميع وضاقت على المغبش…؟!!!
ولماذا نبذته جميع المناطق وأحتضنه نجد قُعَيش بالذات …….؟؟
لا أحد من أهالي المنطقة يعرف من هو المغبش او ماهى اسرار قصته…!!!