- كتب: عبدالسميع شريح
دراسة حديثة اعدها قسم العلوم الوراثية الألماني تقول ان الذين يحملون شريحة من الحمض النووي لجنس “النياندرتال” المتوحش المنقرض قبل ما يزيد عن 30 الف سنة هم الأكثر عرضة بثلاثة مرات لفتك فايروس “كيوفيد 19″، وهم من يحتاجون غالبا إلى اجهزة تنفس إصطناعية وعناية المركزة.
فيما الذين لايحملون جينات النياندرتال لا تظهر عليهم سوى بعض الأعراض الطفيفة وبعضهم دون أعراض.
سفانتي بابو مدير قسم العلوم الوراثية في معهد ماكس بلانك الألماني للتطور الأنثروبولوجي قال إن «ملاحظة تبعات مأساوية بهذا الحجم للإرث الجيني لإنسان نياندرتال خلال الجائحة الحالية أمر لافت جدا».
وتكشف دراسات أخرى حديثة أجرتها منظمة «كوفيد – 19 هوست جينينيكس إينيشاتيف» أن جينات موجودة في منطقة معينة من الصبغية 3 – أحد الكروموسومات الـ23 التي يتكون منها مجين الإنسان – لها صلة بأشكال الإصابة الأكثر خطورة من كوفيد – 19. وهذه المنطقة عينها معروفة بأنها تضم رمزا جينيا موروثا من جنس نياندرتال.
يعتقد الباحثون أن يكون الإنسان المعاصر قد ورث هذه الشريحة الجينية الغريبة، عن طريق عمليات تزاوج محدودة حدثت قبل عشرات الآلاف من السنين.
ويختلف العلماء والباحثوان حول طبيعة ذلك الجنس المنتصب الذي كان يشبهنا تماما لكنه اكثر ضخامة وقوة منا، فمنهم من يفترض أنه كان جنسا فظا متوحشا، وأن سبب إنقراضه يرجع إلى عدم قدرته على التكييف مع المتغييرات البيئية والمناخية.
لكن فريقا آخرا يرفض وصم إنسان نياندرتال بالوحشية، ويقول ان ذلك الجنس كان مسالما وودودا.
والفريقان يستندان الى ادلة وجدت في كهوف واحفوريات، عثر في بعضها على عظام محطمة لبشر يعتقد ان نياندرتالين التهموها، وفي البعض الآخر لم يعثر على اي اثر يدل على التوحش.
إفتراضان يحتمل كل منهما الصواب، لكن احدهما جدير بالتأمل.. إذ أنه لو كان النياندرتااليين على ضخامتهم وقوتهم الفائقة همو المتوحشون فعلا، لكان جنسنا البشري هو المنقرض وليس العكس.
….
ونجد هؤلاء يوجهون اصابع الإتهام لرجال قبائل من أسلاف جنسنا المعاصر انحدرت في عصور سحيقة من جنوب ووسط آسيا نحو اروبا وطاردت النياندرتالين وقتلتهم بلا رحمة افرادا وجماعات، حتى تمكنت من إبادتهم جميعا، بإستثناء القليل من نسائهم البيض الجميلات ابقوا عليهن للمتعة والتزاوج، فأضطلعن تلك الإناث المغلوبات كما يبدو بغرس بذرة الإنتقام المؤجل في اصلاب الأجنة جيلا بعد جيل.
واي كان الإفتراض الصحيح فأن الوحشية هي الحقيقة والمسلمة الحاضرة والملموسة في بعض البشر سواء كانت من صميم طبيعتهم وجيناتهم الأصلية المتوارثة أم دخيلا ووافدة عليهم من جنس آخر متوحش منقرض.
تتراوح نسبة حاملي جينات النياندرتال في معظم اقطار الارض متفاوتة بين 3 و ٦% لكنها تصل في دول اروبا الغربية الى 16% وتزيد عن ذلك في بعض مناطق جنوب آسيا.
الملفت هو ان الكهنة ورجال الدين في الديانات الكبرى دون استثناء، وايضا أغنى اغنياء عالمنا المعاصر ومعظم القادة السفاحين عبر العصور هم من حاملي الشريحة الجينية النياندرتالية.