- عبدالرحمن بجاش
سلام على النقطة الخضراء …
5 أكتوبر 2019 , عند الساعة 10,15 تربعت نقطة خضراء من السمو وسط هالة من نتف السحب ، تربعت وسط الدائرة وراحت ترسل رسائلها إلى الأرض …
فتحت نافذتي ، كان القمر هناك يحرس الحارة فقط …ثمة أنفاس تجوب الأزقة والشوارع الضيقة تمنح بركاتها لمن يحتاج السكينة والتصالح مع النفس في ظل وجع قاهر…
أطليت على زرقة السماء ،نثرت النقطة الخضراء أول رسالة تقول : لك كل السمو والألق ..أخضرت الأرض وبدت السنابل حبوب من الوان …
في لحظة قهر، تكون بحاجة إلى من يسند روحك ،ألقا ، دماثة ،أخلاق ،أدب ،وحضور كالنهر مكثف الغزارة ….
ستفسر هذه الحروف مليون مرة خاصة في لحظات الليل البهيم ، لايهم ،من لايريد أن يفهم ،حقه أن يظل غبيا ما استطاع ….أنا أراهن على النفوس الجميلة زرقاء اللون بنتف بيضاء هي ورود أستمر تدفقها في لحظات الحاجة القصوى إلى أعماق الانسان ….
نبع لم يجف ، كلما أحتجت إلى دفقة مياه عذبة تغذي شرايين القلب وحضور العقل ،أفتح نافذتي ،أجدها هناك في الأعالي تكون مستعدة لإرسال شلالات من ضياء تكتسح في الروح كل جيوش الظلام ….ظلام النفس الذي يأتي به الوجع ….
كلما أطل وأراها نقطة من إخضرار ،تزرع في روحي كل الوفاء ،أتجدد أنا كحرف ،ككلمة أكون أغزر، كإنسان يتجدد حبي للكون كله بمن فيه حتى الذين لايعرفون أن ثمة محبة تسكن الأرض والسموات ،لذلك تظل أنفسهم قاحلة لا ماء فيها ولا نهر يسيل ،ولا جدول تتراقص ماؤه في الطريق بين المنبع والمصب ….نهر ينبع في السماء ،مصبه الأرض ،النفوس الخائفة والقلقة غصبا عنها ،وطيبة الأفق الإنساني ….
ما أجمله شعور وأنت تدري أن ثمة من ينتظرك ،لاينتظرك على طريقة من يهاجرون حسب النية الخبيثة ،بل يهاجرون الى حيث يرسلون نجواهم تمنيات بالشوق والشجن ..وثمة سؤال : كيف حالك ؟كيف حالك فقط ،تفتح أبواب السماوات لتصعد أشجان الإنسان بفجر افضل ،وغبش يتبع سحر الندى …..
ثمة سمو قال : لاتخشى من العاديات ، ومن كان منهم بلا خطيئة ،فليرمها بحجر….ثمة حكمة تلقي على روحك كل السلام وتحطك في خانة الأمان ، حكمة عقل راجح تقول : في داخل كل منا شيطان صغير…
لكي يكون الانسان كذلك ،فلابد له أن يخطئ حتى لا يكون من الملائكة وتصبح الحياة بلا طعم ….
عام كامل إلى اليوم ،وروحي تغرف من نهر مياهه العذبة رحيق عطر السماء ..حيث يخلط المزن ،بلون السحب ، بابتسامة القمر، وخجل النجوم ،فتتحول رائحة كل ورود السماوات إلى حالة عطرية نادرة ….
عام من السمو الذي لم ينضب …
عام من روح طفل من شهقته يولد الفجر…
عام من السحر الذي يولد الندى من انفاسه …
عام أنا ،عام هو، في كل جبهات الكرامة الشخصية تقدم النقطة الخضراء جهدا لاينضب ،بلا كلل ولا ملل …يقدم السمو للأخرين كل ما يستطيع بدون مقابل …
لاتذهب بكم الظنون بعيدا …فالسماء لاتزال زرقاء ترسل المطر..
ثمة نقطة خضراء يتكئ عليها كل التعب …..والنقطة الخضراء لاتبخل كالسماء ترسل مزنها ليل نهار ،فتخضر الجبال السوداء….
كلما أطل عليها كلما يتجدد الطفل في أعماقي …..
لله الأمر من قبل ومن بعد .