- كتب: مبارك برك بن جوهر
(1)
يبنى النص على ثنائية السكون والحركة في لغة ناضحة بالمعاني المورقة والألفاظ الواضحة الشفافة في سردية رتيبة جميلة .
وأولى ما نقف عليه عتبة العنوان الذي يحمل كمًا هائلًا من التقريرية التي تجعل القارئ يقع في الفخ منذ اللحظة الأولى حيث أنه يعتقد أن النص الذي أمامه وعظي محظ ولكن عندما يتوغل في ثناياه يصاب بصدمة لم تكن في الحسبان وهنا تكمن جمالية العتبة حيث أنها تأتي على النقيض من الفكرة المأخوذة عن النص .
(2)
وعند قراءة الشخصيات يتبين لنا أن النص يشتمل على ثلاث شخصيات مختلفة تعطي كل شخصية ظهرها للأخرى في الدلالة ، فشخصية البطل تتسم بازدواجية رائقة تجتمع فيها المتناقضات وتورق الدلالات فهو ساكن من الخارج بارد المظهر غير منفعل بينما توجد في داخله نار من المشاعر المتوجهة المضيئة ، فهي شخصية ماكرة على بساطتها وحقيقية في تجلياتها وتكاد أن تخرج من النص لتعيش بيننا .
أما شخصية البطل المساعد التي تتمثل في المحبوبة فهي شخصية شفافة جدًا يُرى ظاهرها من باطنها تقف بين شقي الثنائية ، مطاوعة ، بسيطة ، خارقة الأنوثة ، يشع من السحر إشعاعا .
وعند قراءة شخصية الطبيب الثاموية فنجدها تأتي على النقيض من الحبيب فهي ساكنة متبلدة المشاعر والملامح لا يتسرب منها بعض حركة ويغلفها البرود بجلبابه الأبيض .
(3)
ويوجد في النص مكانان أحدهما ساكن وهو المستشفى والآخر متحرك وهو المطعم الراقص وبينهما تراسل عجيب وانتقال دلالي فائق الإتقان أحدثتها شخصيتي البطل والبطل المساعد فأحدثا حركة في المكان الساكن وطرّزا المكان المتحرك بسكون لذيذ نسج نهاية صادمة لم تكن متوقعة
(4)
لغة النص واضحة جميلة غير أن السردية قليلة جدًا وودت لو واصلت الكاتبة في بناء صرحها حتى يكون سقوط القارئ من أعلاه لا سبيل بعده إلى العودة ولا مجال للنهوض
استمتعت بقراءة القصة وأرجو للكتابة التوفيق