” هي إبنة البحر .. سيدة مدن الغبار”
- عبدالقادر صبري
…
بينَ البحرِ وبين الموجِ
قصصٌ .. وغبارْ ..
شَجَنٌ أشعارٌ
تعزفها نسمة ليلٍ
تهوى الأسفارْ ..
وحكايةُ حبٍّ تعرفها
مدنُ الريحِ ..
مدنُ الاحزانْ
…
ليلى عاصفةٌ ليلاءُ
ريحٌ وغبارْ ..
لكن الأبحرَ تحسبُهَا
موجةَ أشعارْ
…
ليلى طفلةُ أعماقٍ
تهوى الابحارْ
يعشقها البحرُ
يُدَلّلُها
كالقُبلةِ تحتَ الأمطارْ
لكن الموجَ يُباعدها
نحو الأقمارْ
…
“ماذا لو سافر يتبعها؟!
ماذا لو أنَّ حقيبتَها
فيها للأبحرِ زاويةٌ
مثل الأقلام؟!”
للموجِ توسوسُ مُهجته
ليلاً صبحاً أفكارْ ..
فيثورُ يعربدُ في زَبدٍ
يعلو الشطآنْ..
يتوعّدُهَا و يُطَاردُها
في كل مكانْ
والطفلةُ تضحكُ عابثةً
تلهو بالنار ْ
هذا ما يعرفُ بالفصحى
مَدَّ الخلجانْ
والاسم الآخر تعرفه ..
ليلى الشطآن .
…
يا ليلَ البحرِ ..
و ليلى البَحَّارْ ..
أوقفتِ البحرَ على قدميهِ ..
يُصغي كالطفلِ إلى قصصٍ
عن مدن النارْ
مدنٌ .. تعتاد النومَ على حجركِ ..
يا ليلى ..
مثل القبطانْ ..
فُقِدَ القَاربُ في ليلة غدر ..
كُنتِ البحرَ ..
فصرتِ البَحَّارْ .
…
يُحكى أنّ ؟!
يُخْشَى أنَّ ..
يا نيلَ القصةِ والأشعارْ ..
أنّ البحرَ على عجلٍ
أبحر فِيك ..
هل يغدو الموجُ غُبَارْ؟!
وعلى شفتيك فهل ترسو سفنُ الاغراب؟!
…
عيناكِ الكان سيحدوها
صيادو اللؤلؤِ في الأخطارْ
هل تَغْدُو شِبهَ مُحَالْ؟!
هذا يا ليلكُ ما يُخْشَى
و قلوبُ “الحورِ” توسّمُ فيكِ
ما للعينينِ من القَبَسِ
و ما للنّار .
…
صنعاء في 20 -11-2004