- عبدالرحمن بجاش
صوتان لا ثالث لهما بارزان ، أو طرفين يتحكمان بالمشهد ويديرانه كل حسب الأهداف التي يحارب من أجلها ، وصوت ثالث شن عدوانا على هذا البلد متخذا من أسباب نعرفها مبررات للوصول إلى أهدافه التي هي مصالحه على حساب هذا البلد …
يتبدى المشهد الأن جليا ،تقول أن الطرف الخارجي كانت له أهداف بررها أو سهل الوصول إليها طرف أو أطراف داخلية …فمعظم السواحل منهوبة ويحرسها يمنيين ، وهدف تحقق هناك في المهرة له بعد تاريخي …
جرى خلط الأوراق حتى تاه اليمني بينها ، ولم يعد يدري من أين يبدأ لان الحكاية لم تنتهي أصلا …متى تنتهي ؟ يبدو للوهلة الأولى الأفق لا أفق له …..
هل تعبت الأطراف ؟ أو أن الجعبة لاتزال مليئة بأدوات وشروط وامكانات الاستمرار؟
يستلزم الأمر معلومات دقيقة ليبنى عليها أو من وحيها التحليل السليم …
الشيئ المؤكد أن الناس توزعت تعبا بين الفقر، والجوع ،والمرض ، والاحساس بالضياع ، وضف إلى ذلك كوفيد 19 وسلسلة من شبيهاته وأقرانه لاتعد ولا تحصى …ويقف الناس مشدوهين لايدرون من سيقول لهم الحقيقة ، من سيقول لهم أي شيئ عن أي افق ،وبالمقابل تقف دول العدوان جاهزة لخلط الأوراق اليمنية كلما بدى شعاع صغير لايكاد يرى لضوء ربما تشكله الحاجة الماسة لإيقاف الحرب يظهر !!!!..
في هذا البلد يمنيون جيدون وأصحاب رؤية صمتوا ، ليس جبنا وخوفا ، ولكنها الحكمة ، فحين تهب العاصفة الهوجاء عليك بالتأمل إلى أين سيصل أثرها خرابا ، ثم تبدأ بتلمس معالم طريق خاصة بك تفضي بك إلى كيفية معالجة آثارها ، أما إيقافها ، فلا شيئ يوقف الريح وقت الذروة !!!..
نحن كبلد في هذه اللحظة الأقسى بحاجة ماسة لفرصة لاستعادة الأنفاس…نحن بحاجة إلى صوت وحكمة من صمت حكمة ولم يكن طرفا إلى اللحظة المناسبة …
نحن بحاجة إلى صوت ثالث يقول للطرفين اليمنيين المتواجهين : لقد تعبتم ، تعالوا الأن إلى كلمة سواء ، تعالوا لنوقف الحرب ، ونتصالح على قاعدة القبول ببعضنا ..لا رأس يمني يعلو على رأس يمني ، ومن وحي الإطمئنان تعالوا نلملم ما تشتت وتبعثر، لنعيد الدولة على أسس متفق عليها ، نضمن من خلالها وجود الجميع على الخارطة اليمنية …فعل جديد ومرحلة جديدة لايعلوها سوى الدستور والقانون ،والديمقراطية التي تحفظ للجميع حقوقهم بعيدا عن أي أنتماء جهوي أو طائفي أو مذهبي ، بل يمن واحد لكل أبنائه …
نحن بحاجة إلى أن يحشد الصوت الثالث كل الأصوات التي ظلت تراقب بعين الحكيم مايجري ، وفي اللحظة المناسبة تدخلت ، فاليمني عادة يضارب بعضه حتى يأتي من يفك بين الناس …
تيار يتشكل الأن ، بدا صوته يرتفع شيئا فشيأ من شخصيات يجمع عليها الناس كلهم ،ولا خلاف حولها ، ولم تتوسخ بالفساد يوما …
تيار أرى معالمه تتضح ، سيقول من خلال رؤية واضحة : يكفي ، تعالوا إلى طاولة يمنية نضع عليها كل خلافاتنا ، نبحث لها عن الحلول وهي موجودة …ومن ثم ننطلق الى صياغة جديدة للعلاقة بالاقليم قائمة على رؤية واضحة من إحترام حق كل بلد في خياراته ، وبشرط أن تعنيه لوحده ، وصيانة متبادلة للسيادة واحترام الاستقلال لنتفرغ لبناء ما دمرته الحرب على صعيد الإمكانات ، وعلى صعيد تطبيق جراح المجتمع الذي برغم كل ماحصل فلايزال قادرا على الاستمرار، وهي خاصية يمنية بامتياز…
حان الوقت ل: يكفي …حان الوقت لاستعادة اليمن الذي نحلم به دولة يمنية يتفق الناس حول صيغة الحكم التي تسير امورها وعلاقتها البينية بدون شطط ولا شعارات …
أقول : حان الوقت للصوت أو التيار أن يتقدم …
لله الأمر من قبل ومن بعد .