- ضياف البراق
أين يونس عبدالسلام؟ إنه مُختفٍ منذ أيام. أو مُختطَف. لا نعلم شيئًا عن حاله. قيل إنه مُعتقَل في سجون الانتقالي بعدن. ويقال إنه معتقل في مأرب حيث هو يسكن منذ مدة. الأخبار متضاربة. ثم إنني لا أدري الأسباب التي أدت إلى اعتقاله. أين هو الآن بالضبط؟ ولماذا يُعتقل زميلنا الكاتب الجميل؟ وكيف يُعتقَل الإنسان النزيه الطيب؟ أو الإنسان – النور؟ ألم ترُقْ لهم طبيعته النقدية المتمردة على السائد، الرافضة للجهل والظلم والتسلُّط؟ أيريدونه تافهًا مثلهم، أو مجرد إمّعة لينالَ احترام القطيع؟… لا غرابة، دائمًا الأحرار في بلادنا مظلومون، أو منبوذون، ومعرّضون للخطر، إذ يُساء فهمهم كثيرًا. نَعم، يُساء تفسير أقوالهم وأفعالهم، بقصد أكان أو بغير قصد. دائمًا الطيبون يُكسرون من دون ذنب. هكذا يتم معاملتهم من زاوية سوادء، أو بطريقة قاسية. هنا لا يُتاح مجال العيش للنور. النسيم النقي يُلوَّث أو يُغتصَب. عمومًا، خيوط القضية لم تتضح بعد. هناك غموض يعبث بعقولنا. إلّا أننا مستمرون في البحث عن الحقيقة المحجوبة. الحقيقة لا تضيع ولا تُدفَن مهما كان الأمر. ها هم أصدقاؤه متضامنون معه على نحو جيّد. كلنا في حالة قلق عليه. وحينما يخرج هو من الأسر، سنعرف بالتأكيد كل ما جرى له. إننا نشعر بالأمل حتى الآن. صديقنا طبعًا قلبه أبيض، فكره حداثي واسع، مزاجه متقلب بين وقت وآخر، مواقفه إنسانية عالية، وضميره حيّ دومًا. قلم يونس شفّاف وصادق وحر، وأحيانًا يسخر من كل شيء، ولكن بأسلوبٍ غير مبتذَل. يونس، مثقف شجاع جدًا، والمثقفون الشجعان لا يُكسرون بسهولة. النور الحقيقي لا يتلاشى أبدًا. سيظل قلبي معك أيها النور الحقيقي. قلبي مع الحرية إلى الأبد. ولا نكون إنسانيين فعّالين، ولا نكون مثقفين حقيقيين إلا بالحرية، وفي الحرية.