- كتب: أحمد النويهي
في رحلة بحث عن فرصة للنجاه ركب اليمني البحر.. يوم كانت هذه المحافظة العملاق القاذف المدني ، اسقطت عملاء الخارج حين انتظمت طريق ساخنة شرق المتوسط في حالة لم يسبق اليها العالمين..
طريق تعزصنعاء لا تتوقف ع مدار الساعة ع مدار العام يحتفل اهلنا القادمين من الاصقاع المترامية مسافرين ، سامرين مع الكوكب السيار،مقامرين فوق وسائل نقل تنوعت ،تعددت كانت البيجو 505
طائرة برية إذ صنعها الفرنسيون ليقودها ذلك الدريووول العائد من عدن وقد منحته الملكة “فيكتوريا” عبر المندوب السامي رخصة قيادة دولية يخط بها السهل ،الجبل ، كانت قبل هذا القافلة المحملة بالبُن ،والتبغ ،والبهار تشق طريقها بين ام سهول وام جبال..
اختط الدريووول طريقاً للثورة عبر محافظات شتى، وزع الكفاح ،والنضال عزز من حضور المهاجرين نحوها #صنعاءعاصمة_سبتمبر لهثاً خلف قطار الثورة غنى الفضول، والمرشد ،واحمد قاسم كتب اغنيات للعود العازف بلكنة الحُجرية قلبها العاصمة عدن غنى للحقول ،والفلاح، والطلول
“ياساحل ابين بنى العشاق فيك معبد”
عادوا ليستقيم المعبد،شمخت جمهورية اليمن الديمقراطية ذلك النجم السيار السامر المسافر نطح على جبين الشمس انتصب يسار المعبد” وامعبد الشمس كم لك محتجب واحبيب”
النجم ما هوى ولا ظل طريقاً للهدى،
النجم الذي اصبح الفدائي الأول عزز تواجد الجملة الشعبية بين شعوب العالمين، تتالت الانشاءات زانت صنعاء تدفق ابناء الحُجرية كزرافات يخوضون العمر اعتراكاً ،وكفاحاً حتى شعشعت قطرات عرقهم ميادين الانجاز ،والاعجاز..
ذهب التلاميذ القادمين من تعز الثورة
حاملين من الموقد الجذوة المتقد منذ صالت هاهنا عدن ، ثمة مصلى مفرق الطرق بسائلة الاحكوم على طريقها مدينة البحور، والبخور منها سافرت القوافل جنوباً لتصدح من إذاعة عدن هنا ردفان لحظة عصفت بالاستعمار لتنطح النجمة ذلك التاج الذي لم تغرب شمسه الا عند شطوط نهديها عدن..
قاتل ابناء الحُجرية وسط الجبهة القومية حين كانوا القيادة التاريخية لحركة وطنية حررت الشمال والجنوب..غير بعيدة حارات الاعبوس شرق.تعز
حيث عقدت الجبهة القومية مؤتمرها العاصف بإعلان الكفاح المسلح لتحرير جنوب البلاد
دانت اليمن الطبيعية في لحظة فارقة لعقدين من الزمان تحت حكم التلاميذ الصاعدين من عرق الارض مُطعمين بملحها ،والبلور اجتراحاً للبطولات كانوا الهوى ،والخبز والدستور..
كانوا الثائر، والطيار، والطبيب ،والمهندس، ومهندس الرشاش، وصناع المخبازة” الرشوش” ..عاشت المخبازة رصيف حركة وطنية وذاع صيتها كمخبازة الشعب، والعمال، والطليعة، والشبيبة ، الامل، الغد، حملت المخبازة وعياً ثورياً إذ راهن الخباز “الشيباني،” ان شقيقه ،وفلذة كبده سيصبح قائداً لسرب الانتينوف والداكوتا والإف 16 ،والميج ،والايرباص فكان له فقد عرفت مهندس بل مهندسين للطيران بشقيه يناوبون ليلاً بمدرج الطائرات والصباحات يعملون بمطاعم باشر ياليد
انا من بلاد المهنة ،والمهنة الانتاج، والصناعة فقد تعلمنا الكثير من المهن لننجو من مخالب الفقر ، شقينا، ونحن نواصل السير حين كتبنا السيرورة وصلاً للنهار البداية صغاراً ننقش الحرف ننبذ الحرب ،ونلغي من قواميس اللغة العنف والعنف المضاد.. تعلق رفاقنا، والاصدقاء بطاغور، وشكسبير ،وصوفيا لورين، وعبدالناصر ،وتشي جيفارا قاتلوا بخليج الخنازير دعماً للتجربة الاممية..
جابت سفن الاجداد البحار، واعالي البحار امتلك المقاطرة شوارع وقعت على بحرين ، امتدت لتشمل قارتين ،الى جوارهم “القريشة” ملوك التجارة شرق القارة السمراء في ديجيجبوتيمدغشقرعصبوالانيروبيساحلالدناكلاديسأباباهرجيسة_جنوبالقارةالسمراء_العذراء، حيث كان القادمين من الحُجرية يُصلون الفروض عرض البحر لربهم متوسلين ،وقد عاث بنطاقهم الجابي ،والطاغي الحقير..
هربوا ليعودوا ،وقد تعافوا من الامراض المزمنة منذ الف عام حكمت فيها اليمن شماله المخفي تحت عمامة المقري ،وسروال السيدة، ومقرمة الشريفة ،وسراويل المعلامة، والجلبة الكهنوتية.
كانت القارة السمراء عذراء فقأ الحُجريون عذريتها لتحبل بالكثير من الابناء، والبنون حين تحالفوا معها، وتعهدوا لأرباب الشغل، والانتاج على العمل وقد اقسموا الا يبات احدهم مسكيناً أو محتاجاً فقد تكافلوا واسسوا جملة تجارية أبهرت الأفارقة ، في لحظة فارقة اصبحوا يحكمون الساحل الشرقي فوصل منهم الكثير إلى مناصب سيادية وقيادية عليا في الدولة، عاشوا غرباء حين اختلط الملح بالدم انصهروا حين صهرت الشموس أرواحهم وهم يشقون البحر ، عقدوا على الجدران بشروط الباني ،والعامل، والشغيلة والفلاح ، جابت اشرعتهم البحر ،طافت ببحرها العاتي عدن..حيث البندر الذي شكل حلقة وصل عمل على تزويد السفن العملاقة بالزيت ، والفحم والوقود الحَجري، كان أبناء الحُجرية وقود الثورة وأول من فتح مصرفاً بنكياً باسمها الجمهورية.
عاود اليمني يغني ،يلالي انا فدى السلال حرر بلادي لتجمع الأموال لنصرة سبتمبر العشق،
تمخر الرسائل البحر، يشحنون المراكب الى الاعبوس ،ونجد الغليبة رسائل من التاجر الفخم عبده سعيد
.
كتب نبي الغرباء عبدالولي المولود “سدست_كيلو..” يموتون غرباء” رواية دونت للتاريخ الإنساني .. الهجرة الغربة، الثورة، الحلم، الموت، الولادة، الجنسية، اليمن، القضية، النفوذ، الوجود..
كتب عبدالولي عن وضع البلاد ماقبل سبتمبر الوضاح وكيف عانى الرعية جور واستبداد الجملة الدنيئة؟
والدينية ببرتكولات حميد الدين الغاصب، والجاثم فوق صدور الناس، والقلوب بل العقول .
دون عبدالولي العائد من اديس الهوى الى عدن لينضم، ومعه عمر الجاوي ليدرسا القاهرة بمنحة ابتعثها الإمام الى مصر ناصر ..عادا من القاهرة بعد 1954 بتهمة الشيوعية قال الامام لعمر “للمه رجعتم يا جاوي من مصر انت وخبرتك للمه..؟”
كان عمر الجاوي الناطق باسم الطلبة اليمنيين ورئيس الاتحاد يوجز؛
” اتُهمنا من قبل الاستخبارات العربية باننا شوعيون”..
قال الامام سهل ما ذليحنه قل للبكباشي ماشي يعني مَع..
ابتسم الإمام بخبث، ومكر، ودهاء ،وهو يفكر كيف يُخلص فترة حكمه من هؤلاء الجن حق الحُجرية..يشتي يخلص منهم بطريقة لا تؤلب عليه النقمة ،وقد تفاقمت بعهده الامراض ،وحركات تمرد بسبب تأثيرات المد القومي على سواحل عدن الهادرة من المُعلا الى المُكلا..سواحل بحر العرب التي اتصلت باليمني الذي فتح القارة الاسيوية اول العمر قبل مئات السنون..نشر الحضرمي كتاجر، وعامل ،ومهاجر نشر الاسلام ،ووطنه ،ومعدن روحه بروائح القارة المتخمة بالعود، والعطر، والبهار فقد كان معتد بنفسه انا من بلاد البُن اللبان البخور..
عاش اليمني كقصيدة عمودية حين انثنت الاغنية تبعثرت لشطرين .
هو البحر لاغير طريقاً للنجاة” قالت الهايمة لي خل خلف البحارا، خلف سبعة بحور خلي مهاجر ومهتان ” هكذا غنى الشاعر مطهر الإرياني
كان المهاجرين كموج البحر مد وجزر عن سواحل ملحهم لا يتغيبووون، الموجات المنبعثة من صوت العرب ،وراديو لندن
..عاش اليمني القادم من مهالك ،ومحارق ذلك الكهنوت الجارح ينافح عن وطنه ،وهويته ،ودينه، وعقيدته، متسامحاً مع المختلف، مؤمناً بحق التعايش، والتزاوج، والتناسل فقد اغرق اليمنين الحوافي ،والحواري على طول الساحل الشرقي لافريقيا العذراء حين عقدوا عليهن سراً ،وعلانية ليحدث المزاج المعشق بنكهة المغامرين، والمخاطرين بالجين البشري،
ما الذي حدث.؟
المغترب المفارق تسرب كشحنة زيت تركت بقع لا تنطفي تصدر اشعاعات تلتهب في احشاء السومريات، السمر والدناكل، والاروموا، والعفر والجاوه والبهرة ،والعرق الاسود الداكن، ضاجع الكادح المعدمات مقابل عرق اللحظة، تناكحت السعيدة مع جبال الكمنجات في اعالي النيل الازرق افترق الرفاق ،عاقروا خمر الندامى، عاود الجمال الوصول لأقاصي البحر..صدروا مع المراكب الثورة،المال،الهدايا،الابناء الُغر،المُكرمين بشبق الحنين من انتصبوا للبلاد على يسار الدرب غيروا مجرى الهوى عادوا، ومعهم طلائع ثورتي سبتمبر واكتوبر مغامرين يشتتون افكارهم ،ينحتون على الصخر ،والاحجار، والعيدان ..
انتصرت اليمن ،وعادت تبتني الارض بعد قطعت الحبل السري للسلالة الكهنوتية عبر ثورتي دوت الدنيا بعدها ولم تقعد..
“سبتمبر يوم بالف عام والانتقال السياسي للسلطة عبر الصندوق وليس عبر الجهاز التناسلي”
هكذا خطب السلال المشير صباح الثورة وهو يحتفل مع الشعب مخاطباً شاعرية المبصر الرائي عبدالله البردوني”اتدرين ياشمس ماذا جرى.؟ سلبنا الدجى فجره المختبي، وكان النهار على مقلتيك..كالطائر الأزغبِ..”
عن المَصلى رحت ادون بعضها الحكاية لا اعرف كم سنة كان الوقت ولا ادري الى اين هاجرت من خلال الثرثرات ، ببالي دفق غزير عن الساعة، والقيامة، والسراط المستقيم،
هنا انتصب العميد القائد عدنان الحمادي يوسس لنواة الجيش الوطني حين شق غبار الليل وصلاً بالنهار ليفتح خط الضباب يؤمن خط الإمداد بين تعز والعاصمة عدن ، اسقط اللواء المغوار ومعه ابناء الحُجرية وهدم اسوار العزلة والحصار والحظر والحجر الذي فرضته مليشيا الانقلاب الكهنوتية في اقسى شكل ،ونوع، وطبيعة لحصار مليشاوي لمدينة يسكنها العُزل من المدنيين الفاقدين لكل ابسط استحقاقات البقاء، والمقاومة..عاش عدنان، ولم يزل ذلك العملاق البسيط الإنسان رجل السلم قبل الحرب ليكتب اسمه بصفحة عنوانها هذا النهار هذا الهادر بكل ترابها القاصي، والعصي على الترويض ،وشيطنة حلف الشر ،ومحور الشيطان .