- عبدالرحمن بجاش
كتبت له : وأين فلان ؟ لقد صعب علي الوصول إليه للسلام والإطمئنان ،رد علي :
للأسف الشديد أصابه ما أصاب فلان وأكثر ، وقد ذهبت به مع أولاده لعلاجه من حالة فقدان الذاكرة والزهايمر أو قل ” الهروب من الحاضر” فقد تنكر الكثير لهؤلاء الأعلام نسأل الله له العافية …
” النسيان ،فقدان الذاكرة ، الزهايمر ” أو قل ” الهروب من الحاضر” …
لن أنسى ماحييت دموع العميد أحمد الجرموزي من كان يوما نائبا لرئيس الأركان ، لقد ذهبنا إليه في العيد الفضي لثورة 26 سبتمبر 62 لإجراء مقابلة …..
ما إن رآني وزميلي حتى أنفجر باكيا : وأخيرا ذكرتوني ….
بدون مبالغة ، فقد صعقت ..ليس لأنني رأيت رجلا بحجمه يبكي ، فالبكاء ليس عيبا ، فبكائه وماقال كان صرخة دوت في روحينا نحن من ذهبا إليه …
مرت السنون ، وصورة الجرموزي أحد ثوار سبتمبر الحقيقيين تدوي في كل كياني …
مرت السنون أيضا لتأكل رابطة صناع الطغاة والفساد والإفساد كل أخضر ويابس القيم ، فلم يعد أحد يسأل عن أحد !!!!..
والآن هانحن نستلم النتيجة النهائية: لم ينجح احد..
رموز الفساد والإفساد يخرجون ألسنتهم الآن سخرية ،لسان حالهم يقول من …..إلى …وكم سنعد ،وكم سنحسب مطاعم وشركات من مال الشعب الذي يتغنى به الكل وينهبه نفس من يتغنى به …
” نسيان ، فقدان ذاكرة ، زهايمر ، فقر ، جوع ، احساس بالنكران ” …لن أنسى هائل محمد سعيد صاحب شعار ” الجمهورية أو الموت ” أنهى حياته في بيته الفقير في أديم إلا من الكرامة، أنتهت وفراشه مغمور بالبول ، بسبب المرض، والتنكر، والإنكار …
رجال محبطون في البيوت ، لايكادون يذكرون ، بل نهب تاريخهم ،وأدوارهم ، نهبت الدولة العميقة رابطة صناع الطغاة والفساد والإفساد كل ما أنجزوه بجهدهم ودمهم …
في البيوت رجال كبار، كبار جدا ،لم يعد يتذكرهم أو يسأل عنهم أحد ….
ثورة للأسف الذي ما بعده أسف استفاد منها الجبناء على حساب من ضحوا وقاتلوا وعادوا إلى بيوتهم راضيين عن أنفسهم ، ليكتشفوا أن ” الخبرة” بضم الميم حولوها الى بقع ابوشارعين ،ليحولوا الوحدة العظيمة فيما بعد إلى ” سكني تجاري ” وإختصوها بحوالات من الرئاسة بكشوفات مهولة صرفت كل أراضي الجنوب بعد أراضي تهامة وحتى أراضي في أمانة العاصمة وإسألوا جامع الصالح وما حوله إلى حدين …وما تبقى سينهب مستقبلا ….
ماذا اقول غير:
لله الأمر من قبل ومن بعد .