- كتب: فائز عبده
288 يوماً، مثّلت رحلة نضالٍ أخرى وأخيرةً، للفنانة التركية هيلين بوليك، التي توفيت الجمعة الماضية، عن 28 عاماً.
الفنانة التي أضربت عن الطعام لأكثر من 9 أشهرٍ، احتجاجاً على اعتقال السلطات التركية لرفاقها في فرقة “يوروم” الموسيقية، ضربت مثالاً رائعاً للموقف النضالي الحق والمبدئي والشجاع.
طوال فترة إضرابها المديدة، لم تستجب سلطات بلادها لمطالبها برفع الحظر عن الفرقة ذات التوجهات اليسارية الاشتراكية، والتي تتخذ خطاً نضالياً معارضاً للنظام التركي، ومناهضاً للامبريالية العالمية.
ويتعرض أعضاء الفرقة، باستمرارٍ، للملاحقة والتعذيب ومنع حفلاتها، من قبل نظام أردوغان، الذي يصنع لهم سجوناً خاصةً تسمى “سجون نظام f”. وتتهم الحكومة التركية، الفرقة بأن لها صلاتٍ بجبهة حزب تحرير الشعب الثورية، المصنفة منظمةً إرهابيةً، من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي مراسيم تشييع جثمان المغنية بوليك، السبت، ظهر زميلها في الفرقة، إبراهيم كوتشيك، بوزن 40 كيلوجراماً، بسبب إضرابه، هو الآخر، عن الطعام، للغرض نفسه، ضمن ما يُعرف بـ”الصيام حتى الموت”.
كلمة “يوروم” تعني “تعليق” في اللغة التركية، وهو ما تقوم به الفرقة التي تعلق عبر أغنياتها على القضايا العامة، والتي اتخذت من الموسيقى والغناء منبراً للاحتجاج على الحكومة التركية، وانتقاد سياساتها.
تأسست الفرقة الغنائية، عام 1985، على يد 4 طلابٍ جامعيين هواةٍ، وأصدرت 20 ألبوماً، منذ عام 1987، كما أصدرت مجلةً موسيقيةً بعنوان “تافير”.
ورغم الحظر الذي تواجهه الفرقة من السلطات، إلا أن ألبوماتها تجد طريقها إلى الجمهور داخل تركيا وعالمياً. وأقامت الفرقة عديد حفلاتٍ في عدة دولٍ أوروبيةٍ، بالإضافة إلى سوريا ولبنان وأستراليا.