- عبد الباري طاهر
أستاذ أكاديمي جاد ومجتهد. نابغة من النوابغ. متعدد مغاير ومختلف. قرأ الفلسفة بتياراتها ومناهجها المختلفة، وتخصص فيها. محب للفلسفة، وباحث فيها. أعد دراسته للماجستير عن الصوفية، ومعروف أن الصوفية أجمل وأروع وأغنى ما في الفكر العربي والإسلامي والإنساني.
شهد القرن التاسع الهجري صراعاً في اليمن بين الفقهاء والصوفية؛ فانتصر الفقهاء تيار التحريم والتجريم ضد تيار الصوفية الرائي أن الطرائق بعدد الخلائق؛ فلكل مخلوق عقيدته ومذهبه، وحتى فلسفته في الحياة.
واصل الدكتور المجتهد النابغة، المتفتح الذهن دراساته الأكاديمية، فاختار رسالته للدكتوراه عن «إخوان الصفا وفلسفتهم في الألوهية والوجود»، وهي التيار العقلاني ذو الجذور العلمية والمعرفية. لقد كان هذا الاختيار لأهم تيار فكري شهده الفكر الإسلامي في أزهى عصوره.
إبان دراسته في الحديدة مطلع السبعينات كان كثير التردد مع أخيه عبد السلام قاسم على مقر مجلة «الكلمة» لزيارة قريبهم محمد عبد الجبار – رئيس التحرير، وكانت ملامح الذكاء لا تخفى. انتسابه لليسار الماركسي قد أكسبه أداة تحليل متينة وعميقة، ولكن انفتاحه على مدارس وتيارات الفكر الإنساني أكسبه مقدرة فائقة على تقديم زاد معرفي وعلمي متفتح وعقلاني متجدد.
المجتهد المحتفي بالحريات والحقوق، واللصيق بالمجتمع المدني، وبالنشاط الإنساني ، وبالتيارات المدنية والسياسية جعل منه واحداً من أهم المدافعين عن الحريات والحقوق. انتمى باكراً لدعوة الاشتراكية واليسار الماركسي، وهو باحث مهم بمركز الدراسات والبحوث اليمني، ومن أساتذة جامعة صنعاء المرموقين، وفي قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنية لأكثر من دورة.
قدم الباحث العديد من الأبحاث والدراسات في مجالات مختلفة تتسم بالجدية والتأصيل والنكهة الديمقراطية والبعد الإنساني المفتوح.
التقينا في دمشق لأكثر من عامين مطلع الثمانينات، وكان من أكثر الطلاب نشاطاً في الحركة الطلابية والمجالات السياسية والفكرية.
له العديد من الأعمال والمؤلفات والبحوث والدراسات والمساهمات في الندوات يمنياً وعربياً ودولياً.
ومثل هذا الباحث المفكر المجدد والمجتهد جدير بالتكريم والاحتفاء والتبجيل.