- نبيل الشرعبي
على عتبات الظمأ وقف منهك بين عقارب الوقت.. مد روحه يتحسس لحظة سعادة بللت سهول خطوه الممتد ما بين قافيتين. كان اللص قد حفر عميقاَ في جوف أمنياته وسرق صرة الندى من مقلتيه.. تلفت يمنة ويسرة ولم يقبض على سوى فراغ المكان.. أطل برأسه من وسط كومة التعثر فوق أضرحة الجفون الذابلات.. تمتم: متى ألج الأهازيج..؟ صمت وداهمه لصوص الخبز ونزعوا من مقلتيه أخر وردة كان يخبأها إلى زمن الجوع.
تحشرجت خطاه وتعثر بصره فوق ظٍلال الصمت.. يا .. ولا شيء سوى ظمأ النسيان يحفر في مساء الأغنيات قبر للبوم.. عاد نداءه مكبلاُ بالخريف.. تساقطت الغيوم في وادٍ غير ذي حلمٍ ونمت على أجفان السدر طاعون الجراد..