- د. أحمد المخلافي
(1)
تعريفه:
هو أحد انحيازات الدماغ البشري، فكل شخص مصاب به، ولكن بدرجات متفاوتة.. وبالتالي لا يمكن لأحد الافلات منه، مهما بلغ من العلم!
ويبدأ وهم المعرفة مع بداية الإنسان في الاطلاع على العلوم.. ويزداد الوهم، كلما زاد اطلاعه، ولكن أيضاً، بدرجات متفاوتة.
(2)
أصنافه:
يصنف (وهم المعرفة) في نوعين :
الأول: اعتقاد الإنسان أنه يعرف أكثر من معرفته الحقيقية.
الثاني: الاشتباه بين الاطلاع والمعرفة.
مثال للتصنيف:
عادة ما يكون هذا الاعتقاد أو الاشتباه واضحاً بالنسبة لطلاب المدارس، مثلاً، وخصوصا في الرياضيات، فيظن الطالب أنه عرف المادة.. بينما هو فقط، فهم الفكرة بشكل عام، وعند البدء في حل المسائل تبدو عليه الحيرة ويقع في الأخطاء!
(3)
مقارنة الوهم بالجهل:
وهم المعرفة أكبر من الجهل البسيط (يعرف الإنسان بأنه جاهل بعلم ما).
ولكنه أخطر من الجهل المركب (جهل الإنسان بجهله).. لأن الجهل المركب يضر صاحبه فقط.. بينما وهم المعرفة يضر صاحبه ومن هم ضمن دائرته.
مثال مقارن للتوضيح:
لو طلبنا من ثلاثة أشخاص ( جاهل بسيط، وجاهل مركب، ونصف متعلم) أن يقودوا طائرة..
فالجاهل البسيط، سوف يعترف مباشرة بعدم مقدرته..
والجاهل المركب قد يحاول، ولكن سرعان ما يدرك عدم مقدرته..
أما نصف المتعلم (من ذوي وهم المعرفة) والذي اطلع فقط على كيفية الإقلاع، سوف يقلع بالطائرة.. ولكن لن ينتبه أنه لم يطلع على كيفية الهبوط، ولا كيفية التعامل مع تقلبات الأحوال الجوية.. فتحدث الكارثة !
(4)
العوامل المؤدية إلى سرعة انتشاره:
ساهمت الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية الحديثة في انتشار وهم المعرفة.. وكان من نتيجة ذلك وبسببه أيضاً، اعتقاد البعض بأنه يعرف الكثير من العلوم، وأنه بلغ المستوى الذي يؤهله للحديث عنها.. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية!
(5)
مقترحات للحد من الوهم:
يتكون علاج وهم المعرفة من خطوتين :
- إدراك وجود المرض (وهم المعرفة).
- البدء في رحلة استكشاف بحر الجهل لدى الفرد نفسه.. وبحر الجهل شاق وصعب وليس له شواطئ