- عبدالرحمن بجاش
ثمة نجمة تتهادى في الأفق ،تمارس دلالها وغنجها …
تتمايل أمام سحابة لحظة شاردة تبحث عن مآلات النجوم …
كلما أوغل البرق في إضاءة ظلمة الليل كلما تهادى ثمة صوت يأتي من ثنايا الضوء يبشر بغد يشرق من شعاع الشمس البازغة من عيني انثى جميلة ….
في لحظة غيوم ماطرة تتحول الدمعة الى قصيدة ،والقصيدة تأتي من كلمة جابت زرقة السماء فولدت اقمارا تغني أغنية السحر في غبش ليل بهيم يبرق سناه كلما هفهف جناح طير يمارس العشق مع أنثاه في ليلة صقيع تأخذ بالألباب …
تنام مدينتي على وقع حوافر الليل القادمة من الغرب بعد أن ودعت جحافل أشعة الشمس الآيبة إلى بحر تتماوج أنفاسه عند الشواطئ حيث النوارس تؤوب طوال المدى تتنفس عمر الليالي الحبالى بالأرق …
المرأة والليل صنوان ، يعشقان الهموم ،وينجبان أطفال وأضواء يتحولان إلى أنجم وقمر يسامران السماء وهي تمارس الضياء حتى شبق الفجر…
ثمة نهدة تصنع غيمة ،ثمة غيمة تتحول إلى أنثى خيل تنجب طيرا يجوب الكون نبلا ومثل عليا …
يهجع الكون عند البذرة الأولى ..
سنبلة أولى… السحر..
سنبلة ثانية تنهيدة الفجر ..
سنبلة ثالثة ندى الغيم …
سنبلة رابعة تهدهد الوريقة التي تسكن عليها ثمة نطفة من زنينة عابرة …
سنبلة خامسة…. جحافل من طيور تمر ذاهبة قبل أن يفوت أوان الفجر إلى حيث الدفء في الشوق الآخر من الكون ….ثمة نتف من شجن ومشاقر تحتل وجنتا جميلة أتت مع أول اشعة الفجر القصوى ….
كلما بعث لها قبلة أرسلت له قلب أحمر..
كيف يكون للإحمرار طعم الندى ورائحة القبل …
تتحول موج البحر إلى غمام ، والغمام إلى ندى وبلل ،والبلل إلى شفتي أنثى يقبل صبح الهالات المرتسمة على هامات اخضرار الجباه العالية ….
همس الصبح في أذن فاتنة يحكي لها حكايات العشق الليلية ،تلك التي تدور في أزقة وحواري المدينة بحثا عن حب فلت من صاحبته هنا ،او عشق استكب من عيني عاشق هناك ..
لا أحد غير الأهازيج الأخيرة من الليل وجدران المدينة العتيقة يحفظ أسرار التماهي ..وتكون جنين الحب في غبش مدينة لا تزال قادرة على الحمل …
ثمة رسالة من مدينة إلى عشاقها تخبرهم بأن الفجر قادم على جناح غيمة ماطرة ….