- تقرير: منار صلاح
في ظل وضع مأساوي تتعرض له اليمن جراء الصراعات والحروب القائمة منذ ستة أعوام يأتي فيروس ” كوفيد 19 ” ليفاقم تلك المأساة ويزيد من أزمات المواطن اليمني وخاصةً المرأة اليمنية العاملة في مجالات محدودة ، كونها في مجتمع ذكوري متسلط يحرمها من ممارسة غالبية الأعمال بحرية ، وفقاً لعادات وتقاليد المجتمع السائدة ، التي تضع المرأة اليمنية في إطارات محدودة .
تأثرت العديد من المتأجر والأعمال عقب إغلاقها وتوقفها عن العمل لفترة من الزمن إلتزاماً بقرارات الحظر “الحجر الصحي ” الصادرة ، ولكن ماحدث انه لم يتم إغلاق بعض المتاجر كصالونات الحلاقة الرجالية وغيرها فيما تم إغلاق جميع صالونات التجميل النسائية وتأثر فئة كبيرة من العاملات فيها .
في الـ22 من مارس/آذار 2020، لجأت حكومة صنعاء إلى إتخاذ قرار الحظر وإغلاق بعض المتاجر وإيقاف العديد من الأعمال ومنها صوالين التجميل (الكوافير) وغيرها من الأعمال الأخرى، تحقيقاً للتباعد الإجتماعي كإجراء إحترازي من الإصابة بفيروس “كوفيد 19” وذلك بعد ظهور عدد من الحالات المؤكدة في عدد من محافظات الجمهورية ، الأمر الذي يهدد حياة الكثير بالإصابة بالفيروس في بلد يعاني من نظام صحي متدهور.
جميلة قاسم – تعمل كوافير في إحدى صالونات التجميل النسائية، تقول كان أصعب ماتعرضنا له هو قرار إغلاق الصالون ” الحجر الصحي ” كإجراء احترازي يجب الالتزام به تجنباً لانتشار فيروس ” كوفيد 19″، حيث جاء القرار بعد افتتاحنا لصالون التجميل ببضعة أيام الأمر الذي اضطرنا لإغلاق مصدر رزقنا والمكوث في المنزل لعدة أشهر وتحمل إيجارات الصالون دون ممارسة العمل.
وتضيف جميلة في حديثها لم يكن قرار الحظر منصفاً مع جميع المتاجر والأعمال إذ لم يتم إغلاق صالونات الحلاقة للرجال وقد يكون الأمر عنصرياً إذ يحق للمرأة اليمنية الإعتناء بشكلها كما يحق للرجل دون أي نقص أو صعوبات تواجهها.
وكانت قد أقرت السلطات إغلاق صالونات التجميل في كل مكان حتى إشعار آخر، واكتفت بإشعار محلات التجميل الرجالية ببعض الشروط التي يجب أن يتم تطبيقها، الشيء الذي خلق شعور بالعنصرية تجاه النساء من قبل السلطات.
إجراءات تعسفية
وتعتقد الصحفية والناشطة فاطمة الأغبري أن قرار إغلاق محلات التجميل النسائية حرب ضد المرأة وهذا إجراء تعسفي بحق المرأة، وتضيف جاء فيروس “كوفيد 19 ” كعذر فقط لإغلاق محلات التجميل النسائية فقط، والا لماذا لم تغلق محلات التجميل الرجالية والأسواق وغيرها.
وفي يناير من العام 2018 أطلقت سلطات صنعاء حملة أغلقت بعض محلات التجميل النسائية ومحلات الملابس النسائية والكافيهات بغرض التضييق وممارسة محاربة المرأة حسب ما يراه البعض.
وتعتبر الناشطة وميض شاكر ان اغلاق صالونات التجميل إجراء تمييزي ، وهو فعلا متابعة الإجراءات ٢٠١٨.. مما يجعله نمط في الانتهاك يتعلق بالتمييز ضد النساء واستغلال ضعفهن في التركيبة أو الهيكلة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وتأثر قطاع النساء العاملات في محلات التجميل بشكل كبير جدا، حيث يعتبر مصدر دخل مهم جدا بالنسبة لهن.
وتقول كاملة هي أيضاً الأخرى تأثرت بشكل كبير من قرار الحظر وإغلاق صالون التجميل التي تعمل فيه ولكنها لم تستطيع الإلتزام به تقول في حديثها امرأة تعول 4 أطفال بمفردها بعد توفي زوجها منذ قرابة 7 أعوام لا يمكنها الإلتزام بأي إجراء يمنعها من كسب المال لإعالة أطفالها وتوفير احتياجاتهم من طعام ولباس وغير ذلك ، كاملة تحمل عبء على عاتقها ففكرة أن يجوع أطفالها ولا يجدون قوت يومهم تخيفها أكثر من فكرة الإصابة بالفيروس ذاته.
وتعمل شريحة كبيرة من النساء في مجال التجميل في صنعاء ومختلف المدن اليمنية وكذلك القرى، ولا شك أن هذه الشريحة تحمل على عاتقها أعباء كثيرة من أجل توفير مدخول يومي في بلد يعاني 80% من سكانه من الفقر المدقع والبطالة.
تواصل حديثها بلمحة حزن تسيطر على ملامحها تم إغلاق صالون التجميل الذي أعمل به ولكني لم أتوقف عن العمل ولم أمكث في المنزل كما فعل الكثير مارست عملي الكوافير حيناً في المنزل وحيناً آخر في منازل النساء الذي كنت أذهب لتجميلهن في ظروف مختلفة منها حفلات الزفاف وغير ذلك.
فيما واصلت الكثير من النساء العمل من المنزل بظروف صعبة للغاية وبعيد عن أعين السلطات التي قد يتسبب لهن هذا الإجراء بمشاكل وخيمة.
سماح محمد – طبيبة نساء تعمل في إحدى المستشفيات الخاصة تقول في حديثها تخفيفاً لمشقة العمل التي أتحملها لساعات في جميع أيام الأسبوع كنت دائماً ما أختتم أيام الأسبوع في يوم مخصص لصالون التجميل المكان الذي أشعر فيه بإرتياح نفسي كوني أذهب إليه لإعادة الرونق لشكلي فالمرأة أحب الاشياء إليها هو نظرتها لنفسها وهي تبدو جميلة مبتهجة دائماً إذ يراها أطفالها وزوجها بالنظرة ذاتها.
تعتبر الكثير من النساء أن صالونات التجميل ملاذ بالنسبة إليهن، فالكثير من النساء يذهبن بين الفينة والأخرى ليعدن ما سلبته الحرب منهن من جمال.
سحر شرف – مختصة في علم النفس تصرح في حديثها صالونات التجميل للنساء يراه البعض شئ ليس بالضروري إذ تكن هي من أهم المتاجر التي تلجأ لها النساء إذ يرتبط الأمر بالجانب النفسي بشكل كبير ، فالنساء الذي يعملن لتجميل أنفسهن والعمل لتغيير شكلهن الخارجي تجميلياً يجعلهن أكثر سعادة ورضاء عن أنفسهن مما يحقق لهن السلام الداخلي.
تقول أمل الباشا – ناشطة في مجال حقوق الإنسان مصرحة “فيروس “كوفيد 19” لا يميز بين الجنسين حيث أن التباعد الإجتماعي يعد أهم الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس، لذا قرار الحظر والإلتزام بالحجر الصحي يجب على جميع الفئات والمتاجر ومنها صالونات التجميل للنساء و الحلاقة للرجال معاً. وذلك حتى يتم تجاوز هذا الخطر الصحي الكوني.
وتضيف الصحة قبل الجمال والزينة ولا بد من التحلي بالمسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين ، لذا بعد قرار إعادة ممارسة الحياة بشكل طبيعي يجب الإلتزام بالإجراءات الصحية الوقائية منها الاعتناء بالنظافة الشخصية والتعقيم ولبس الكمامات والتباعد الإجتماعي فهي الوسائل المتاحة حالياً لمواجهة الفيروس القاتل وخاصة لذوي الهشاشة الصحية والمرضى وكبار السن في ظل مأساوية حالة القطاع الصحي بسبب الحرب والحصار وضعف الوعي الصحي لدى أغلب فئات المجتمع والوضع الاقتصادي المتهالك.