كشف الزميل الصحفي يونس عبدالسلام في رسالة مهمة عبر صفحته بالفيسوك تفاصيل وملابسات اعتقاله الأسبوع الماضي وهو في طريقه إلى عدن وقال :”لم أستطع، حتى اللحظة، تذكر ما حدث معي بالتفصيل، خصوصا في خضم الثلاثة أيام الأخيرة من الأسبوع الماضي ..
كل ما بقي في ذاكرتي، أني ودعت أصدقاء لي في مأرب، هم من أجمل من عرفت في حياتي، غادرتهم محفوفا بضيافتهم وحبهم، متجها وحدي مع مجموعة مسافرين من أبناء المناطق الجنوبية، صوب عدن ..
في نقطة عسكرية بأبين، وعلى مسافة قرابة ساعة من مدينة عدن، تم طلب بطاقتي الشخصية ثم إيقافي عنوة من بين الركاب واصطحابي على متن طقم إلى ما يشبه المعكسر، تلته زنزانة أو بالأصح حمام ضيق إلى جواره زنازين “حمامات” ضيقة وميتة مثله، لولا صراخي بين الحين والآخر طلبا لقليل من الماء، لم أنله ..
وأوضح يونس في رسالته كيف تم التعامل معه بالقول :”في المكان المجهول تلقيت معاملة بشعة؛
حرمان من الأكل والشرب إضافة إلى تعذيب جسدي ونفسي مريع، لا تحقيق ولا حديث أو زيارة من سجان، لا صوت ولا ضوء أو حركة تصلك من الخارج، إلا إن كانت لإسكات صوتك المنهك المزعج ..
خلالها بقيت أذكر نفسي أن لا تهمة لي سوى التشرد كأي شاب يمني، ولا شيء لدي أخاف فقدانه”.
وأضاف:”تم سلبي، حتى لحظة الخروج، كافة مقتنياتي الشخصية عدا الملابس التي كنت ارتديها،
عادت إليّ لاحقا بفضل زملاء -أخجل من ذكر أسمائهم مخافة نسيان أحدهم- عملوا منذ أول وهلة على إخراجي، بذلوا كل ما في وسعهم لأجل ذلك، وسبق أن أنقذتني جهودهم من ميتات مشابهة في صنعاء ومأرب وآخرها هذه، وهي الأقسى ..”.
وكانت قوات ما يسمى “بالمجلس الإنتقالي” قد اعتقلت الصحفي يونس الأسبوع الماضي وهو في طريقه إلى عدن وتحديدا في نقطة الشيخ سالم بمحافظة أبين.. لتفرج عنه بعد يومين من احتجازه التعسفي ..
هذا وسجلت نقابة الصحفيين اليمنيين خلال الستة الأشهر الأولى من العام الجاري 66 حالة انتهاك ضد حرية الرأي والتعبير،
كما وثّقت المفوضية 357 انتهاكاً لحقوق الإنسان وانتهاكات ضد الصحفيين، بما في ذلك 28 جريمة قتل، وحالتا اختفاء قسري وعملية اختطاف واحدة و45 اعتداء جسديا؛ و184 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي منذ اندلاع النزاع في مارس عام 2015.