- كتب: نزار القاضي
حقيقة أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا في صنعاء، واخبار التعتيم والإخفاء للمعلومات الحقيقية حيالها الذي تتهم سلطات صنعاء بممارستها.
خلال الأسابيع الماضية ومع اعلان الجهات الصحية الرسمية في حضرموت وعدن عن اكتشاف اول حالة اصابة بفيروس كورونا في اليمن (مصاب الشحر) بدأت الأخبار عن وجود إصابات مشابهة في صنعاء تتصاعد بشكل كبير يعززها بين الفينة والأخرى روايات وشهادات شعبية موثقة بصور ومقاطع فيديو يتم نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي عن حالات إصابات ووفيات حدثت في عدد من أحياء صنعاء وأحدثت ضجيج وأقاويل حولها، وفي مواجهة ذلك هناك نفي وإنكار رسمي تكرره بشكل شبه يومي وزارة الصحة في صنعاء قبل ان تعلن في الأسبوع الماضي عن تأكيد حالة إصابة في أحد فنادق صنعاء لمهاجر أفريقي، ثم اعلنت عبر بيان رسمي يوم أمس عن تأكيد حالة إصابة أخرى في مستشفى الكويت لمواطن قدم مؤخراً من محافظة عدن التي تم خلال الأسابيع القليلة الماضية الاعلان رسمياً عن اكتشاف عدد من الإصابات فيها.
وما بين ادعاءات التأكيد واتهام سلطات صنعاء بالتضليل والتعتيم لاغراض أخرى وبين النفي الرسمي من قبل سلطات صنعاء، تتشكل حالة تشتت وضبابية يفتقد من خلالها المواطنين اليمنيين وضوح الرؤية والحقيقة بشكل قد يقود الجميع الى كارثة انسانية سيتباكى الجميع من هولها حال حدوثها لاقدر الله..
ولكن ماهي حقيقة الوضع الصحي في صنعاء؟؟
- في شهر مارس الماضي اعلنت وزارة الصحة في صنعاء انها وبدعم من منظمة الصحة العالمية قد قامت بتخصيص مستشفيات الكويت وزائد وفندق موفمبيك كمحاجر صحية لأي حالات اشتباه بمرض كوفيد19 (كورونا)، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية انها قدمت عدد 1000 عينة فحص مختبرية لفيروس كورونا لوزارتي الصحة في صنعاء وعدن بالمناصفة، كل عينة تقوم بفحص 100 حالة.
- وجهت وزارة الصحة في صنعاء جميع المستفيات العامة والخاصة بعدم استقبال اية حالات مرضية تعاني من اعراض مشاكل الجهاز التنفسي وارتفاع درجة حرارة الجسم (أعراض مرضية يسببها فيروس كورونا) بما في ذلك الحالات التي تعاني من التهابات رئوية حادة ومزمنة، وأمرت الوزارة جميع المستشفيات بإحالة أية حالات تعاني من هذه الأعراض الى مستشفى الكويت او مستشفى زائد فوراً ليتم فحصها للتأكد من اصابتها بفيروس كورونا أو خلوها وفي حال تم التأكد من خلو الحالات المحالة من الإصابة ستقوم اللجان الطبية في المشفيين المذكورين بصرف كروت احالة بالحالات الى المشافي الأخرى لعلاجها.
- تسبب سقوط الأمطار الغزيرة والتعرض للأجواء الباردة التي صاحبتها في صنعاء باصابة غالبية المواطنين باعراض الانفلونزا الموسمية ومن هؤلاء المواطنين الذين يعانون من التهابات رئوية مزمنة ومشاكل في التنفس حيث تضاعفت الأعراض المرضية التي يعانون منها دائماً لتصبح مشابهة لأعراض كورونا كوفيد19. فقامت عدد من المستشفيات باحالة العديد من هذه الحالات الى المشفيين المخصصين لفحص كورونا كحالات اشتباه، كما قام عدد من المواطنين بابلاغ عمليات الصحة ولجنة الأوبئة عن حالات مشابهة عبر الاتصال برقم الطوارئ المخصص، واستقبل المشفيين العشرات من حالات الاشتباه المحالة والمبلغ عنها ووضعها في وضع الحجر الصحي لحين الفحص والتأكد.
- لم تستخدم اللجان الطبية في المشفيين عينات الفحص المخصصة التي حصلت عليها من منظمة الصحة العالمية التي تظهر نتائج الفحص سريعاً خلال ساعات نظراً لقلة توفرها معهم، بل تلجأ لفحص الحالات عبر عدد من الفحوصات المخبرية الأخرى مثل فحص الدم وفحص انفلونزا الخنازير وايضاً الحجر الطبيعي للحالات الخفيفة الأعراض والتي تظهر نتائج الفحص فيها خلال أيام واخذت نتائج كثير من الحالات أكثر من اسبوع وبعضها اسبوعين لظهورها، كل ذلك مع الابقاء على الحالات في العزل والحجر الصحي.
- على الفور قامت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الاوقاف وامانة العاصمة بتحديد الأحياء التي تقيم فيها وقدمت منها هذه الحالات التي تم استقبالها في مستشفيي الكويت وزائد ومن ثم حجر هذه المناطق لمدة 24 ساعة ورشها وتعقيمها.
- من وسائل الفحص البديلة التي اعتمدها مستشفى الكويت لفحص حالات الاشتباه الغير مستقرة (التي تعاني من اعراض حادة وبحاجة لعناية خاصة) لغرض اختصار الوقت واظهار النتيجة سريعاً كان وسيلة فحص العينات البلعومية والرئوية، حيث يتم أخذ عينة من انسجة بلعوم او رئة المريض (الخزعة) لفحصها في المختبر المركزي، ومن هذه الحالات التي تم فحصها بوسائل الخزع كانت حالات تعاني من التهابات رئوية حادة، مع ان البديهي والأساسي في الطب وطرق الفحص عدم اللجوء لاخذ عينات من انسجة جسم تعاني من التهاب (تماماً مثل رفض اطباء الأسنان اقتلاع اسنان او ضرس انسجته او لثته ملتهبة وكذلك في الأورام و…الخ) باعتبار ان هذه العملية ستؤدي لحدوث نزيف وتلف في هذه الانسجة وبكل الاعضاء التي تحتويها وبحدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي بحياة المريض!! ومن الأرجح ان هذا هو ماحدث خلال فحص عدد من حالات الاشتباه بالفيروس (ذات السجل بالتهابات تنفسية مزمنة) في مستشفى الكويت والتي توفيت بمضاعفات نتيجة القيام باخذ عينات من اعضائهم المتهيجة لفحصها كأسلوب خاطئ يمنعه ويجرمه الطب تماماً بالنسبة لهذه الحالات.
هذا بالاضافة الى الحالات المرضية التي تعاني من امراض مزمنة اخرى غير تنفسية والتي توفيت بمضاعفات امراضها على اسرة الحجر الصحي في ظل لجوء الأطباء في الحجر لتوقيف الأدوية والعلاجات التي يستخدمونها لامراضهم لحين ظهور نتائج فترة الحجر الطويلة (التوقف المؤقت عن اعطاء الأدوية للمريض لغرض سلامة اجراء الفحص) وكذلك البطء في اجراءات الفحوصات الأخرى وتسليم نتائجها وكذلك نتاج والإهمال واللامبالاة الصحية في التعامل مع المرضى في غرف الحجر الصحي.
حدث هذا مع حالات حي عذبان وحي الصافية وحي النصر وحالة حي البركاني في شارع الرباط الذي توفي بمستشفى الكويت وتمت الصلاة عليه بجامع المؤمنين و…
وعندما كانت تظهر نتائج الفحص للحالات التي توفت بانتظار النتيجة كان يتم تسليم جثثهم لأسرهم مع نتيجة الفحص المتأخرة التي تثبت سلامة مفقوديهم من مرض الكورونا ووفاتهم خلال اجراءات الفحص نتيجة للجهل واللامبالاة في التعامل الطبي معهم!
فتوفيت العديد من حالات الاشتباه دون وجود الفيروس في اجسامهم، وهذا ما اثار الضجة والبلبلة في موضوع انتشار الجائحة في صنعاء، ووجه اصابع الاتهام لسلطات صنعاء باخفائها لانتشار مرض الفيروس والتعتيم على ذلك، وتبرئة الاجهزة من اتهامات ازهاق ارواح عدد من الابرياء في حال ثبت ذلك.