- عبدالحليم سيف
ليس من المبالغة أن يطلق على الفيسبوك صفة أخطر وسائل الإتصال الإجتماعي ، فقد أصبح أوسع الصحف إليكترونية انتشارا وتاثيرا، فهو يدخل كل بيت وغرفة ،ويحمله الإنسان في جيبه عبر جهاز الهاتف السيار..أو المحمول ويصل إلى الجميع صغارا وكبارا بدون استثناء..بلا حدود أو سدود..، وجعل من الكرة الأرضية “قطعة الكترونية صغيرة” بحجم علبة “الكبريت “..فهو بذلك قادر على التأثير سوءا على المثقفين والمتعلمين وبسطاء الناس..فكل ما يحتاجه المرء من أخبار وصور ومقاطع فيديو وصو تية..هو أن يكون لديه “حساب” ،ثم يضغط على الزر حرف( f ) ويستلقي ويقوم هذا الفيسبوك الساحر ببث واستقبال وتبادل ..كلما يحمل من مواد القليل من المفيد والاغزر رديء ، خاصة التعليقات التي تبث سموم الكراهية والطائفية والمذهبية والتحريض ضد “الآخر ” ..والاسواء من ذلك إنتشار ما يسمى بجيوش اليكترونية بأسماء وهمية تتبع أطراف سياسية وما شابه ،لأهم لها الا نشر الانحطاط والرذيلة وثقافة الجهل والتعصب والاناء الوضيعة ..!
من هنا تأتي خطورة إستخدام هذه الوسيلة وتحويلها من أداة فعالة للتواصل بين البشر كمنبر مفتوح للحوار والنقاش والتنوير والمعرفة خول قضايا انسانية ملحة ، الى منصات تقصف العقول بكل ما هو سيء وضار ..وأصبح الفيسبوك كغيره من الوسائل الحديثة على الشبكة العنكبوتية السابحة في الفضاء المفتوح إلى وسيلة للانفصال الإجتماعي، بحسب وصف أستاذنا الجليل الدكتور عبد العزيز المقالح اطال الله في عمره..في ندوة اقامها مجمع اللغة العربية في اليمن قبل خمس سنوات تقريبا.