- ضياف البراق
ماذا استفدنا من كون الفاشوش “هادي” رئيسًا للبلاد؟ طبعًا لا شيء غير الانقلابات التدميرية اللعينة. ثم إنّ الساسة المنقلِبين على الشعب، على حرياته وحقوقه ومستقبله، ليسوا بقليلي العدد، بل ما أكثرَهم الآن!
لقد انقلب علينا جميعُ المتنطّعين وطنيًا، مالئين بلادنا بشتى الكوارث. الانقلابات العسكرية، بطبيعتها القذرة السامّة، عادةً تجلب للأوطان الدمارَ بجميع معانيه وأشكاله. دائمًا، التسلُّط السياسي – الديني هو رأس الشر ومنبعه اللعين. والحقيقة هي أنّ التسلُّط بجميع ألوانه، سلوكٌ تدميري. ثمة حديث نبوي صادق المعنى، يقول “هلك المتنطِّعون”. صحيح، المزايدون والمتعصِّبون مصيرهم الهلاك الفظيع. ها هم يهلَكون، أمام الجميع، وسينتهون جميعًا لا محالة.
كعادته، سيتدخّل هنا الرفيق قشنون قائلًا بأن هؤلاء المعاتيه، هم جميعًا ضد وطننا بإنسانه وترابه: الحوثة (أنصار الله)، ثم هادي وجماعته (الشرعية والتحالف العربي معًا)، والمجلس الانتقالي وأعوانه. نَعَم، أولئك هم المخرِّبون، واللصوص، وتجار الحروب. فعلى أيديهم صارت حياتنا مجرّدَ فَشيش، أو لا شيء بالأصح. غير أن الرئيس الفندقي “هادي” هو المسؤول الأول عن حياتنا الفشيش، وعن بلادنا الخَرِبة بأكملها.
أواصل شرح موضوعي الأصلي: معنى الفاشوش، في اللغة، ضعيفُ الرأي والعَزم. هادي مثالًا كافيًا. بعبارة أخرى، من جيبي القياسي الشخصي، الفاشوش هو النكبة. ففي تَعِز، نعني بالفاشوش الكلام الكاذب، أو الموضوع السخيف، أو الشخص البائس الذي لا فائدة منه، وهي كلمة مشهورة عندنا. نقول مثلًا: فلان فاشوش، أو كلامه فشيش. ونقول كذلك على سبيل السخرية أو من باب التعبير عن حظنا التعيس: طِلْعنا فاشوش أو فشوش، وحياتنا فشيش، وهكذا. والفشيش، حسب قاموس المعاني، صوتُ الهواء يخرج من كرة مثقوبة، أو صوت الريح الخارج من وعاء أو قِربة، يكفي هذا. عمومًا، الفاشوش (ومَن على شاكلته) لا يصلح أن يكون رئيسًا، بل لا يجوز أن نجعله حتى عاقِل قرية أو حارة أو مقهاية. الفاشوش إذا صلح لا يصلح إلا لنفسه فقط لا غير. أمّا السياسة فلا تليق إلا بالشخص الذكي، الحركي، صاحب الرأي القوي والعَزم الذي لا ينكسر. واللي يمشي وراء الفاشوش ينضرب رأسه بأول حائط أمامه أو يقع في أي حفرة فاتِكة، وقد يتفشفش بكامله ويموت كمدًا من شدة الندامة. أخيرًا سأنصح جاري السكران: لا تركن على الفاشوش، أي فاشوش، وفي أي ميدان، ولا تنتخبه ليحكم وطنك؛ لأنه سيخذلك وينكبك أكثر من مليون نكبة أو مرّة. حذارِ أيضًا من الانجِرار وراء الفِكر الفاشوشي، والخطابات الفاشوشية، والفشفشة والفشوش والفشيش، ونحو ذلك.