- عبدالرحمن بجاش
كما قلت لكم أتابع القناة الدولية CGTN وبإهتمام شديد ، حتى أنني تناسيت عديد قنوات أتابعها …رغبتي في الوقوف على السر شديدة ويشغلني السؤال : ماهو السر؟ ماهو سرهم الصينيين ؟ كيف يختلفون عن البشر الآخرين الى حد كبير ….
اقتربت من معرفة سرهم الكبير” الأخلاق ” …
وتبدأ حكايتهم من تقديس الأسلاف مش السلفيين ، هم يقصدون بالأسلاف ” ألأجداد ” لذلك يكون مقدسا أن تحترم الأم والأب …ترعاهم وتستقي الحكمة من أفواههم وتجاربهم ، ولذلك ترى الأحفاد بين أيدي الكبار يلاعبونهم ويرعونهم وينقلون إليهم حبهم وحكمتهم ، حتى إذا كبروا قدسوهم …ويقدسون السلف من حكماء وعلماء ومفكرين وعباقرة…نحن ولن ننكر أنفسنا ، نحترم امهاتنا وآباءنا ، مشكلتنا أننا لانضع الأمر في سياق رؤية ومنهج ..
تراهم في تلك القرية وهي نموذج للريف الصيني يسجلون على ألواح من الحجر حكم كونفوشيوس ورجال الحكمة ….
ترى الخصومات بين الأقارب مثلنا على ماء السقي ، على المرعى ، لكنهم يحسبون لعيد رقصة التنين حسابا ، إذ لابد أن تأتي المناسبة وقد تصالحوا ، لابد …فالرقصة لها سرها ، والتنين يعني الحكمة رغم بشاعة التنين بالنسبة لنا نحن البعيدين ….
تراهم يستعدون ، ويصنعون بأيديهم رجالا ونساء مجسمات التنين ، وذاك الذي يتمايلون به في رقصة يقوم بها الأشداء …فيما تقف بالقرب سيارة كبيرة تضخ الماء على رؤوسهم تباركهم …..نحن دائما نبكي على السلف السيئ حتى على مستوى المدراء!!!..
المجتمع الصيني في أساطيره ومعتقداته وعاداته وتقاليده يقترب كثيرا من المجتمعات الشرقية ، والحكمة من تجعلهم بذلك التواضع الذي لامثيل له سوى في جنوب شرق آسيا ، خلاف الغرب المتعالي والمتعجرف والناهب لثروات الشعوب …أتحدث عن لوبيات وجماعات وشركات وكارتلات تمتص دم الشعوب ، ولا يهمها أن يموت الاخرين اذا كان موتهم سيصب في نهر رأسماليتهم المتوحشة ، خذ مثلا فهناك في الحزب الجمهوري الأمريكي وهم من يضغطون على رئيس أمريكا الذي يقول شيئا في المساء ليتراجع عنه الصباح : افتح البلاد ، هؤلاء الذين يموتون هم من كبار السن ، وأؤلئك أصحاب المناعة الضعيفة ..!!!! هي نفس النظرة الجشعة إلى شعوب العالم الثالث عندما يتعلق الأمر بنهب ثرواتهم !!!!..
وأركز شديد انتباهي لحديث مدير متحف القرية وهو يحكي عن القيم التي لابد أن يتميزبها المجتمع والا”فسيغضب الأسلاف” وغضب الأسلاف لايستطيع عليه الصينيون المعاصرون ، إذ أن قيم الاحترام والتقدير والتبجيل هي وحدها من تضمن الاستمرارية وعليها أن تتساوق مع قيم العلم الذي يقودهم إلى الأفق ….
نحن بحاجة إلى أن نتعلم منهم ..لانهم قريبين منا ، بسطاء ومتواضعين ،ولن يتأففوا من جهلنا وتخلفنا ، طالما ولدينا الرغبة في التعلم بحثا عن حلول لمشاكل التطور…
هل نريد ؟ هنا السؤال
لله الأمر من قبل ومن بعد .