- ماجد زايد
لم يعد لدينا أيّ منطق غيرها، دعونا نتحدث بطريقة ميتافيزيغية..
لم تستطع الطبيعة إختراقنا بفيروس كورونا الخطير، فيروسها الأشد والفتاك لم
يلبث كثيرًا في بلادنا حتى دفن بلا ذكرى أو رحمة، لجأت بعده الى إرسال
الأمطار والفيضانات والأعاصير الترابية والحرائق والرياح الشديدة
لمهاجمتنا، نحن اليوم في ذروة المعركة، معركة الوجود والسيطرة والأعداد
البشرية المتلاحقة نحو الفناء، زمن الفناء والمواجهة، نحن مصير العالم
المختبئ، نواجه بلا إدراك أو تخطيط أو إستراتيجيات، مناعتنا المبنية على
أساس السنوات المتعاقبة من الحرب والفقر
والجراثيم صنعت فينا جيشًا من الأبطال والشجعان المقاومين، لا يعرف اليمني
إنه في معركة، لا يأبه للمجريات، يحارب بينما يمارس حياته المعتادة، ينتصر
على الطبيعة بروتينه البسيط، تزداد الطبيعة في تماديها وترسل لنا كل يوم
جنودها الأشد، تبدأ المعركة وتنتهي واليمني لم يعلم بعد إنه يعيش الصراع
الأخير والإنتصار الروتيني المتكرر، هكذا يمارس حياته الملتهبة منذ زمن،
يقاوم وينتصر ويمضي وهو لا يعرف أو يهتم.
الفيضانات في عدن وصنعاء والحرائق في الحديدة وزبيد والعواصف الترابية الهائلة في مأرب وسيئون، هذه ليست مصادفات، هذه الأهوال المنهزمة بدأت حالًا بعد وصول كورونا في حضرموت، وتحديدًا بعد دفن الفيروس الفتاك داخل جسم كائن يمني بسيط، دفن بلا حركة أو محاولة للإنتقال، شلت حركة إنتشاره البالغة، لم يستطع حتى رفع يديه للتلويح بالإستسلام، دفن بلا رحمة أو تهديدات بالغة الدهاء، لم يكن يدرك مصيرة البائس التعيس في أجسادنا المسلحة بأعظم أوبئة التاريخ.
نحن نواجه عن البشرية وننتصر للبشرية ولا نهتم بعدها لشيء، وذات يوم سنذكرّ العالم بكل هذا في قصائدنا، سنذكرهم عندما كانوا يختبئون بينما نحن نركب الأمواج والفيضانات في شوارعنا المتهالكة وفي أيدينا دخان المعسلات، كنا نمارس الحياة في أقصى درجات الخطورة أيها الجبناء، كنا نواجه وأنتم مدفونون في أوكاركم.
إنتهى الحديث.