- عبدالحكيم الفقيه
وأصدني عني
وأرحل كي أعود لكي أجود بدمعتي
وأخفف الجمر المؤجج في الوسادة والمنام
أذود عن شجني
وأخفي في شراييني الهوى
وأسير في طرق الأغاني راقصا
والظل يحرسني
وتمتمتي الهديل الأخضر الممتد مثل الزرع في ظل الغمام
قلب المدينة عامر بالنار والبارود
هل قلبي سيقوى أن يثور؟
وفي دمي ورد وأشواقي ترفرف كالحمام
أنظل نصدح بالبكاء لكي نحيك من الأسى كفنا يغلف جثة الآتي
وتنكسر المنى
أتموت قبل ولادة الإشعاع كركرة السنا
من أي نافذة سنبصر طائر الأشواق في أفق بريش أخضر كالعشب
كيف نسير والساعات واقفة
وقانون القبور يهشم الأنغام
هل وجب القنوط؟
أقول لا وأقول لا وأقول لا
سنعيد للحلم المحطم روحه ونجدد الأوقات كي لا يختفي ورد المكان
ولا تدوس على الندى خيل الغبار
ماذا سيجدي الدمع؟
كم نحنا كثيرا حتى ناح النوح
واختطت جداول للمآقي
وارتدى عبراته الحرف الحزين
كأننا طين تشكل كي يغلفه الأنينُ
ألم تر يا صاحبي
ماحل بالأمس الذي كان الغد في قبله
ولى بعيدا كي يداهمنا الحنين
هي الطريق إلى الطريق مخيفة
نمشي ويسبقنا الكمينُ
فهل سنرسم خطوة الآتي بلا وهم
ويبتهج الندى والياسمين؟
هب أن أمطار السماء توقفت
كي تمنح الدمعات فرصة أن تهيج
وأن تزخ على الدقائق غيمة القلب السكيب
هب أن سوسنة ستنمو في أصيص الذكريات
وسوف تزهر عن قريب
لو أن أقمار السماء تعرجنت
والليل يقتات النجومْ
وترتدي الأوقات أقمشة الوجومْ
أنصيب لوقلنا سنحلم أم نخيب؟
سنصيغ للشمس الجديدة لونها
ونهد أركان الظلام
ليولد الفجر النقي كما البراءة
هكذا : أواه
لن أبقى كئيب
(والليل نسلخ)
فالنهار هو البديل
والشمس تدخل في المياه
وفي التناغم والهديل
سيشق سيف الضوء أعناق البهيم
وتنجلي كل الغياهب
فارتقب يا صاحبي
قنديل أحلام الأماني الخضر يعشب كالحقول
وتراقص الأمواج أنسام المحبة والعقول
سنقص من أوقاتنا (الليل الطويل لينجلي)
وتصير هذي الأرض غانية تكركر بالدمالج والحجول
وأقول:
إن الوهج آت
والظلام غدا يزول
الدرب بين
والبيارق لونها من توقنا
والتوق أن نبقى كما نهوى
وأن تبقى الزهور بلا حريق
يا صاحبي
كسر الزمان زجاجه
لتمر أوقات الوقائع في البرارى والمضيق
الأرض دائرة كما الأيام
والنجمات في ميقاتها
ولها المنازل والمدار لها التوهج والبريق
الكون ما عرف التوقف مرة
حتى الديوك تصيح في فرح
وتحلم أن نفيق
لن يستمر قنوطنا
نبكي
نعم
لكن من دمع القلوب نحيك أكفان المُعيق
وتقول لي : (أين الطريق؟)
أقول: بل أين الرفيق؟
ماذا تبقى من دموع كي نريق
كل العواصم ليس تعصم أي شيء
فالطغاة هم الطغاة
تدججوا بغبائهم
وتعسكروا
وتنكروا لوعودهم
والفجر لؤلؤة بقلب محارة الأيام يهمد كالغريق
(من أين نبدأ؟) كل حرف الضاد يجمع صوته المسجون في قفص القنوط
يضج في غضب
وتلمع ومضة مثل العقيق
لو كل بارقة تنظم نفسها ونصيغها في خيط تنظيم الرؤى
ونحيك عقدا للقلادة
كي يكون الضوء كالبنيان مرصوصا
وترتص الأغاني والدروبْ
ويختفي عبء الشعوبْ
وكل ظهر ليس يحمل مجبرا مالا يطيق
الحكم بيت الداء
في كل البلاد هو الوباء
حتى هنا
أختطوا لقاتلهم تواريخا ومعجزة
وعاثوا بالنقوش لكي يكون هو سبأ
سكبوا المداد على البلاط
وزخرفوا قصر الرئيس
وباعدوا بين الحقيقة والحروف
تحولوا جندا
وأبواقا
ودسوا وهمهم حتى بتدوين الخرافة والنبأ
يا صاحبي
فالشعب بوصلة الطريق
ولنا التغني كي يثور
وكي يعيد حياته وحياتنا
والضوء آت لا محالة لو تولى
أوتأخر أو نبا
لنفر من بقع التمزق والشتات الدامعة
لنفر صوب سؤالنا عن حالنا
عن واقع وقعت عليه الواقعة
كل الجهات خناجر مشتاقة لدم القلوب
تعبأت أحزاننا بأسى كشفرة ذابح
وتطايرت أحلامنا مسفوكة
وتبعثرت أعشاشنا
وتعطلت لغة العقول كغفلة في جفن أرض شاسعة
في كل شبر عثرة
نمشي وترقبنا النعوش الجائعة
والجهل ساس أمورنا
فهو الخليفة والوزير
هو الرقابة والخفير
هو المناهج والنشيد
هو المقدم والعقيد
هو المدارس والجرائد والمساجد والصدى والجامعة
الناس تعبر كالقطيع بلا اعتراض واحتجاج
أين تعبر أيها المجبول من طين
ستكسرك المخافة كالزجاج
وأمة من مائها للماء في درب التمزق ضائعة
ماذا سيحدث
كل يوم نحتسي شاي المساء
ونسمع الأخبار مكلومين
نجلد ذاتنا حد التبلد
والمذيعة أعلنت سيكون موعدنا لنشرتنا الجديدة في تمام التاسعة
أوتار عودي نائحة
زادت مقابرنا
وزادت ساعتي حتى أقول الفاتحة
العطر مصلوب كقاموس الجدود
ولا عطور سوى الدخان
كأنه البارود كل الرائحة
لحمي تشاهده البنادق
والطيور الجارحة
وغدي تكبل بي
وكبلني بسجن البارحة
صنعاء قاتلة
وتعجبها الحروف المادحة
كم زخرفت أنيابها بدم الرفاق
وكم قضوا نحبا
وكم زجت بهم في غيهب السجان
كي تبدو معالمها مسمرة بقرط السائحة
وأصدني عني، أغني كي أهادنني وأمضي بي إلى خلف القلق
أختط لي دربا أسيجه بظل غمامتي وبزرع أشواقي وأمنح من زفيري نغمة تبني على الأغصان أعشاشا لتخضر الورق
أعلو قليلا فوق فوق الفوق كي أبقى أرى شمسا وتحتي الأرض في ليل الهواجس والأرق
في حوزتي قلبي وفي قلبي تقيم حبيبتي وتطل من شباكه لترى شراييني معبأة بألوان العوالم والفلق
المتن جرح
والحواشي شارحة
للعمر هذا أن يدب كما يدب
وأن نقارع بؤسه حتى بساعات المقيل المازحة
والقلب مثل بحيرة
كل المواجع سابحة
مدن ملفقة برشاش الجنود
كأنها مثل الدمامل في الخرائط طافحة
يا صاحبي
ماذا نسمي رحلة بدأت بمهد كي يجيء النعش بالمقياس
هل شيء يغاير أي شيء؟
لا أرى إلا القتامة
فالبلاد بليدة جدا
وناس الكون من حمأ وصلصال
وكم رأس به تنمو القرون الناطحة
في كل يوم نحتسي شاي المساء
ونقرأ الصحف الجديدة
والمذيعة غيرت تسريحة الشعر المصفف
والمدينة ليلها ويل
فلا صوت سوى صوت الجوامع
والبوابير الكبيرة
والكلاب النابحة
في قلب روتين الرتابة
من جمرة في القلب تنبثق الكتابة
ذهب الألى
تركوا عصير الروح في صوت الربابة
شقوا من الأشجار آفاقا
ودقوا العود كي يلغوا الخطابة
قرأوا النقوش وتوجوا أوقاتهم
وتحرروا من سلطة الأوهام أو جيش الغرابة
يا صاحبي
ماذا دهى أوقاتنا
عاثت بها الأوجاع
وأختنق الهوى من جرح حشرجة الصبابة
فكأنني وحدي هنا
مثل النبي بلا سلاح أو صحابة
البوم ينعق
والوجود كما الخرابة
أدمى السؤال عظامه
في المشي ينتظر الإجابة:
ما الحل للإنسان من هذي الحياة بجوف غابة؟
العلم صار مصانعا للموت
عزرائيل كم أجرى لعابه
والدين صار وسيلة الحكام بسم الله
كم قتلوا
وكم سجنوا
وكم ملأو ا المقاهي بالعيون كما الذبابة
والفن صار خزعبلات
والقصيدة مستتابة
والقمع صار معلبا كالماء
والجلاد في رأس النقابة
يا صاحبي
ضاقت مواطننا
فهل نقوى على خلق الرحابة؟
الغصن تكسره الرياحُ
الجذع تحرسه الصلابة
الواقع المفروض قاس
كم تسلح بالبيادق
والبنادق
والردى الرسمي
والقلم الخؤون
السوط
والأبواق
كم غطت سماوات العواصم طائرات كالسحابة
البحر أزرق والسماء
وضحكة الأطفال ناصعة البياض
وتوقنا للحلم والتغيير
والمطر المكركر فوق أجواء الحقول
فكل شيء قابل للحلم والتجديد
من قلب الشتاء ربيعنا الآتي سيرقص
فالزمان نوى انقلابه
يا صاحبي
والشعر طقس صلاتنا
فهو الصلاة المستجابة
للروح أن تسمو
وتعلو فوق رأس البرق
كي تهمي سهاما في عيون الموت تتقنها الإصابة
لن يقطعوا طرق الأماني الخضر
مهما حاولوا
فاليوم غير الأمس
والزمن الجديد ملون بالحلم
والأنهار تجري
هل نسميها حجارتنا المذابة؟
قطعوا الطريق على تقدم أمة
لم لا ينفذ فيهمو حد الحرابة؟
يا صاحبي
كل الأمور تسير صوب الإحتدام
فلن يدوم سوى التجدد والحضور
فلا وصاية
أو تبجح أو إنابة
أنى نموت على تراب نحن نحميه ونزرعه وننقش من دمانا له خضابه
أنى نموت ونحن مثل الحب نحرس بحره ونقي هضابه؟
كنا وكان الفعل ناقص
غنت تواريخ العراك
وكان ظل الكون راقص
كانت سيوف القوم خاطفة
وكان الآخرون كما عليه الآن نحن
هل بكوا يأسا
وناحوا في البيوت
وأغلقوا كل النوافذ والشواقص؟
أم أنهم صنعوا من اليأس المخيف تجددا
لتصير رايتنا بلا لون
وتثقلنا الهزائمْ
يا صاحبي
طرق الحضارة تلتوي مثل الحياة
هناك عصر الصحو مفتول القوى
وهنا التثاؤب والشخير
كأن كل القوم نائمْ
الحرب دائرة
سجال
ما يزال الجو محمرا وغائمْ
كل الهوان هو التمزق والشتات
وقمعنا الذاتي
والجيش المرابط في العواصم
والرؤوس تشعبت فيها الوساوس والعمائمْ
ماذا سأسرد من مواجعنا
فماء (البحر لا يكفي إذا أضحى مدادا)
أن أدونها القوائمْ
فطرت سيوف الغزو بالعنق العروبي المقاوم
والعروبة يا لهول الرعب
سيف العُرْب مثلوم وصائم
ونتوق كي نبقى ونختصر المسافة في وميض الحلم، ما جئنا لنرفع راية بيضاء أو نرمي الورود على الغزاة لكي يعلمنا الغريب طقوسه في الأكل والقتل المفخخ، صاحبي يا صاحبي صحنا كثيرا والولاة تحنطوا وتساقط الورق المزيف في خريف الإختبار هو الأنين يسيل من قلق الخرائط والفراغ يظل عائم
ما كان أحرى بالتراب بأن يعيد كتابة الأسماء والأفعال والوحي الذي جعل السماء بعيدة جدا وأفرغ محتوى الطين الذي منح الزروع صفاءه ومشى يقارع في طقوس الموت أصناف الجرائم
لتكن هزيمتنا مدوية فنحن لا ارتباط لنا بعاهات البلاد ولا بقادتها فهم شجر غريب في المدائن
لم يحن وقت لنا كي نطلق الرايات في أفق نصيغ له التمدد والتشوف كي نزيد الطير أجنحة وتبتسم الحمائم
النصر والعربي في قاموسنا الكوني حتما كالتوائم
ما كنت آنيا ولا قولي يقيس الوقت مفصولا عن النهر العنيف ولا أبتسرت مسالك التاريخ أو ضمدت جرحي بالغريب من الأنين ولست من يهوى التشبث بالمزاعم
لي في رؤاي الغوص في الأعماق كي يمشي المسار كما يمر الماء ، واقعنا إذا احترقت ورود الأمس هل نلغي غدا روح البراعم؟
ما كان سقف الأمنيات على الفراغ هل الفراغ يصير داعم؟
الوقت مصلوب على الجدران والطرقات تخلق صبحها والليل ،والوطن الموزع مثل مقبرة القرى حتما سيجمع نفسه كي تصبح الكلمات في جمل المنى مرتصة والضوء أسرع والبهيم سيختفي بجيوشه ويطل وقت الناس كالغيمات من ماء القلوب بخارها، إني أرى برق الغيوب وليس ثرثرة بطاولة المطاعم
والحلم يعني الموت لو هجمت رياح اليأس كي تردي الشموع
ماكان ضر الناس لو تبكي لتروي سنبلات التوق من فيض الدموع
في واقع نحمي بقايا الروح بالشدو المرتل لا سلاح ولا دروع
سنظل نحلم كي يظل الجذع مشدودا وتبتهج الفروع
اليأس مثل الحاكمين فكم هو قاس وظالم
سنظل نصعد كي نثبت في جبين الشمس بيرقنا ومن أشجارنا خشب السلالم
لن ننسج الأكفان مازالت تسيل على الوريد دماؤنا وتجيء في أوقاتها شمس الصباح وحلمنا مازال مرسوم المعالم
سنروض الموت المرابط في الرؤى سيكون منزوع السموم غدا يموت الموت كي يضحي مسالم
واليأس مثل الحاكمين فكم هو قاس وظالم
ما جاءنا المحتل ضيفا كي ندلله
وهل سيظل حرف الضاد حاتم؟
الصوت باق لو يخور السقف فوق رؤوسنا
أو صار كل الكون كاتم
هي ضحكة الأجيال آتية بلا ريب لتجتث المآتم
قد أكثر التسويف إن الحلم يسكنني
وماضينا أحاوره بكل الحب لا شتما وشاتم
والداء معروف
تمزقنا
شتات الرأي
محو العقل والتفكير
قمع الناس
محتل يسانده ولاة الأمر
ماض يخنق الآتي
هراء في الفضاء وفي الجريدة
كل شيء من نتاج الآخر الملعون
هل نحن أمتلكنا كيف نخلقها البدائل
مرآتنا مشروخة فتعددت فيها الوجوه كما تعددت العواصم كل عاصمة أتاها السل والطاعون والغرباء صاروا يدخلون هوية الأجداد من بطن القبائل
لتكن لرؤيتنا التجدد والتعدد والفضاء الحر كالألوان في زهر الخمائل
لا ننكر الماضي ولا ننسى غدا
واليوم هل نقوى على رسم الوسائل؟
صنعاء لا تهوى البلابل
في عرسها رقصت على وقع القنابل
وتكرر الأزواج
فالزوج الجديد عليه أن يأتي برأس الراهن المقتول
كالشرط المقابل
تأريخها السري مكتوب بأكياس التوابل
بغداد قاموس بلا معنى
ومعناها تبلبل دون بابل
والورد في خد الرياض من الشحوب فتات ذابل
والمغرب العربي لا شمس به
والشام في أسر
وقاهرة العروبة عقل خابل
مطحونة بالغزو والفوضى خريطتنا
وحابل مثل نابل
لكن عين الحلم مبصرة
وراء الروح ناظرة
وباء الحب تنمو كالسنابل
الأرض عاطشة كأغنيتي
ودمعي اليوم وابل
من نحن؟ من أسمى الحروف ومن أعد دلالة الأشياء والأفعال؟ من منح اللغات رنينها والشكل؟ من سوى من الرؤيا العوالم وأصطفى الأحلام منهاج المرام؟
ما كان للإنسان حد في مدى جاءت به الأقدار من طين وعاد لها يمزق أو يوحد أو يصنف أو ينوح هي المسافة بين ماء الغرب أو ماء الشروق تيبست والماء نفس الماء والريح الحبيسة هل سيغريها الغمام؟
شاءت مشيئة قاتل أن يصنع البارود كي يرمي الحمام
هل كان في يدنا عنان الوقت حتى ندعي ضاع الزمام
يا صاحبي لم يأت دور الناس كي تأتي (العدالة والنظام)
والشعر روح من كلام
وعوالم أصفى وأنقى من رذاذ العطر أو همس اليمام
ماسات من نور تبلورها الحقيقة ناعمات كالقطيفة والرخام
الصدق قلب الشعر والرؤيا تؤنسنه وتمنحه التجسد والعظام
قل لي بربك يا صديقي:
فتحنا فتح
وفتح الآخرين لنا اعتداء واقتحام؟
نحن السماء لنا
وجنات النعيم
وكل شيء
وحدنا نحن أحتكرنا من إله الناس كل الإحترام؟
ما كان رب الناس يعطي الناس إلا العدل
هل نحن ضحايا الإنفصام؟
قانون هذا الكون أن الناس من طين
لماذا طيننا خير وكل الآخرين هم اللئام؟
(وقل إعملوا)
ماذا لدينا غير جعجعة بلا طحن
وجلد الذات حد الذل
بين الظل والأشياء بون شاسع عنف ومعركة وحرب وإنقسام
هل كان رب الكون حربيا
أم الله السلام؟
مازلت لا أدري غياب الناس
لا إنسان في الإنسان
مازالت نهارات المنى في غيهب مخفي
مازالت خيوط الشمس متل ظفيرة في رأس مطربة من الكونغو يسرحها وينسجها الظلام
وكأن ذاكرة الزمان تغربلت وتسربت منها الفجيعة كي تظل على الدوام
محصورة في كنهها الآني دائرة العقول وتنقص الروح الطموحة هل أطاح بها السقام؟
والقلب مشغول بوديان المحبة والتوجع والهيام
ماذا تبقى للعروبة من عروبتها؟ كأن كهولة الأيام جاءتها ولم يأت الفطام
رضعت من الوهم الخرافي المبجل وأحتست كأس الهزيمة ، كم سننفض من ركام !!!!!!
كان جلد الذات حلا لا ولن تجدي الحلول إذا قرأنا كيفما تتخيل الأهواء أو نعطي لأنفسنا التدخل في مسار الآخرين
لا الآخر الملعون خنزير ولا نحن أسود في العرين
ما كان شيطان الغواية خارجا عن بؤرة للذات لا شيطان يقوى أن يكون ولا قرين
ما كان أقسى الوقت ما أقسى البكاء على صخور لا تحركها الحياة ولا تفكر في الطريق إلى غد يخلو من القهر الذي صانته كي لا ينتهي
من أين يعبر في بهيم الحالك المسنود وهج الضوء كي تبدو الملامح غير واهية وندخل في سنا الآت البهي
من أين نمشي والطرائق شبه قاتلة فهل سنكون أقوى كي نكون كما نريد ونشتهي؟
نبكي
نولول
نحتسي من دمعنا
نجري بأودية المنى
ننهار
نقتات المرارة
نحتمي بشذى المروج
وبابتكار الياسمين
تتوزع الأوقات ما بين التطلع والأنين
قل ما تشاء
كأن جرح الحزن في قلب السنين
صرنا ندل الخصم صوب وريدنا
إحلم وكن متفائلا مازال يفصلنا عن النعش المرابط يا صديقي وقتنا الباقي وأجيال ستأتي بعدها الأجيال ما انطبقت سماوات على أرض ولا أنقرض العرب
اليأس أحيانا طريق للهرب
حرر ضميرك، عقلك المأسور كي تقوى على تحرير حق مستلب
كن أنت حرا كي يصير الكون آفاقا من الرؤيا
وقل تبت يدا قهر وتب
كن ما تشاء ولا تكن أنت لذاتك كالمطب
أواه من من زمن السذاجة والبراءة والأمانة والأمين
للطير أعشاش ورشاش لقاتلها وللريح اللواقح لحظة والناس ذاكرة كفاكهة وتوق لا يحد ولا يكب
ما كان في المقدور مقدور ولا وطن يجيء على الطلب
هل يعرف الماء الذي في كأسه كيف أنسكب؟
هي رحلة للناس كم عبروا محطات وكم تركوا حقب
لسنا على سطح البسيطة وحدنا لكننا نأبى الأوادم أن تصنف في رتب
وكما الحياة هي الحياة لها التوتر والصخب
ولها مكابدة وشوق حارق كالجمر يشعله العتب
ولها إذا همدت براكين التوهج والغضب
أن تحتفي بسكونها
وتذوب رقصا في الطرب
ولنا نمد العمر آفاقا ونعطي الشعر إشراقا ونختصر اللهب
فلتشعلوا شمعا إذا قطع البهيم طريقكم
وتحاوروا وتجادلوا
لا وقت للتصفيق أو لغو الخطب
(من أين نبدأ) كلما خضنا غمارات وصفقنا بأيد الروح غنينا على موالنا الثوري، جاهرنا بكل الصوت
هدهدنا القنوط
ودبت الأهواء
وأختنق النشيد المرتقب
وأصدني عني لكي لا ترتدي لغتي الفجيعة
او يزيد الجرح في قلبي
فأكتمني
كأن جهنمي دنياي
يا قلقي المراكم كالحقب
غنت عصافيري على شجر الشجون
وكركرت من حزنها الدمعات
وانكسرت مرايا الصمت
كم غسق يحاصر شمس أغنيتي
وكم حين وقب
سأقول أن دمي تطارده الخناجر
من سيمنع قاتلي المعتوه باسم الدين
يا رب العباد الطامعين إلى نعيمك عبر فصل الرأس عن عنقي
أيشفع لي اللقب؟