- سناء مبارك
لن تكون الأخيرة، هذا أكيد. حضرموت شجاعة وأعلنت سلطاتها بكل جدية تحمّل مسئولية قص الطريق أمام الوافد العالمي إلى اليمن، هل كانت الحالة الأولى فعلًا؟ شخصيًا لا أعتقد هذا خصوصًا مع عدم جهوزية المنظومة الطبية لدخول عش الدبابير واختيار سياسة التعامي الاختياري. قبل أيام وقف طه المتوكل، وزير صحة حكومة الحوثي ليؤكد بأن الفحوصات تظهر نتائج إيجابية وسلبية لذات الحالة الواحدة، قائلًا بأن أجهزة الكشف عن الفيروس التي وصلت اليمن غير دقيقة.. وزارة الصحة للحكومة الشرعية نفت أن تكون الأجهزة في عدن تعاني خللًا، لكن مستشفيات عدن لا تقبل أي حالة يشتبه بإصابتها، انتشرت قبل أيام إدانة واسعة تضامنًا مع طفلة تعاني الربو تركت لتموت لأن أي مستشفى تشترط لقبول الحالات خلوها من الفايروس، والعجيب أن المريض وعائلته هم من يتحملون مسئولية البحث عن “النتيجة السلبية” بأنفسهم، وعليه تموت الحالات قبل أن تفحص، ويتم تقييدها ضد الملاريا والضنك والشيكونغونيا والمجهول.
الزملاء في مناطق يمنية مختلفة ظلوا يتحدثون طوال الأسابيع الماضية عن حالات تطابق في شكلها الاكلينيكي والمخبري الكوفيد١٩، رأيت الفحوصات بأم عيني، كاد المريب أن يقول خذوني، ولكن لأن فحوصات ال PCR كانت سلبية قيدت هذه الحالات ضد مجهول..
اتذكر في بداية ظهور الوباء كتب طبيب مصري أنه كشف على وفود من حالات تشابه أعراضها أعراض كوفيد ١٩ ولكن لأن الأجهزة غير متوفرة للجميع تذهب إلى بيوتها دون إجراء فحوصات. كانت مصر وقتها تصر على فكرة “مفيش كورونا يعني مفيش”. وكان الناس في الخارج يقولون مصر تصدّر الحالات بالجملة، علق الزميل بكلمة مفتاحية
“احنا ما بننكرش، احنا بجد مش عارفين”.
الجهل نعمة، رددت هذا اليوم وأنا اقرأ الدعوات بطرد “المريض صفر” أو إعدامه للمحافظة على حياة ٢٥ مليون يمني آخر، يختار اليمني دائمًا من يقول له ما يريده لا ما يتوجب عليه معرفته. نحن خرجنا الآن من مرحلة الجهل وكل ما سيأتي بعد هذا اليوم هو العملية المستمرة من التجاهل.